ريف حمص الشمالي – حرية برس:
تعتبر زراعة الزيتون من أهم الزراعات في ريف حمص الشمالي، حيث يعتمد الكثير من المزارعين على بيع الزيتون وزيته لتحصيل لقمة العيش، لكن إنتاج الزيتون تراجع كثيراً خلال السنوات الماضية بفعل عوامل عدة.
مع اقتراب فصل الشتاء يبدأ المزارعون بجني محصول الزيتون، يبيعون جزءاً من المحصول في الأسواق المحلية ويرسلون قسماً إلى المعاصر التي تفتح أبوابها في مثل هذا الوقت من كل سنة.
يقول “عبد الحكيم السليمان” أحد مالكي مزارع الزيتون، لحرية برس، أن إنتاج الزيتون تراجع بنسبة كبيرة منذ بداية الثورة، مرجعاً ذلك إلى قلة العناية بالأشجار من سقاية ورش مبيدات بالإضافة إلى تضرر الكثير من البساتين من القصف والحرائق، يضيف بأن سبب قلة السقاية يعود لغلاء أسعار المحروقات وانقطاع الكهرباء ومنعها عن الريف من قبل النظام، في حين أن قلة العناية ورش المبيدات يعود للارتفاع الكبير في أسعارها.
وأضاف السليمان أنه يملك 30 شجرة زيتون، كانت تنتج في السابق ما يقارب 200 كيلو من زيت الزيتون، لكن الانتاج انخفض إلى النصف تقريباً في الوقت الحالي، وأصبحت عملية الانتاج مكلفة للغاية تصل تكلفة كيلو الزيتون الواحد إلى 300 ل.س بين سقاية وحفر وتقليم بأضافة إلى أجرة المعصرة وأجرة الأيدي العاملة، في حين لا يباع سعر الكيلو الواحد من زيت الزيتون بأكثر من 1500 ل.س.
يوضح السيد “أبو سليم” وهو صاحب معصرة زيتون، لحرية برس، بأن إنتاج المنطقة من زيت الزيتون تناقص كثيراً عن السابق بسبب الإهمال الشديد للأشجار وقطع الأشجار من قبل أصحابها للتدفئة، يقول أن الإقبال على المعاصر تراجع كثيراً، فقد كانت تصل في السابق إلى 30% من انتاج الزيتون والباقي يباع في الأسواق دون اللجوء لاستخراج الزيت منه و هذا يعود لجودة الزيتون.
يضيف “أبو سليم” أن نسبة استخراج الزيت من الزيتون تراجعت أيضاً، حيث أنه قبل الثورة كان كيلو الزيت يحتاج 5 كيلو غرام من الزيتون، لكن في أيامنا هذه تراجعت النسبة لتصبح تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الزيت إلى 8 كيلو غرام من الزيتون وقد تصل إلى 10 كيلو غرام.
يقول المهندس الزراعي “محمد هلال” لحرية برس، أن أشجار الزيتون قد أصيبت بكثير من الأمراض طول سنوات الحصار، مرجعاً ذلك لانتشار حشرات تضر بالمحاصيل بها دون أن يتم ملاحقتها و معالجتها، من أهمها العناكب التي تنتشر بكثرة وتضر أشجار الزيتون، يضيف السيد هلال بأن عدم سماح النظام بإدخال الأدوية الخاصة للزراعة على مدى عدة سنوات الحصار قد فاقم هذه الحالة.
معاناة المزارعين في المناطق المحاصرة لا تنتهي، بين ارتفاع التكاليف وتراجع إنتاج المحاصيل وضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي، ما يجعل المردود المادي لا يكاد يغطي تكاليف الإنتاج.
- إعداد محمود أبو المجد – تحرير مالك الخولي
Sorry Comments are closed