لا تبكي .. وتسكتي ياحليمة، فصوتك يحيي ما تبقى من قلوبنا..
أنت ضياؤنا.. شعلتنا.. فرحنا وحزننا.. وبقربك كل شيء يهون.. ومهما كانت الأيام حالكة فبوجودك يسطع معنى الوجود.
يا لإبداعهم وفطنتهم حين سموك حليمة!! هل كانوا يحلمون بنبع حنان؟؟
هل يعرفون أنهم أحسنوا صعناً.. وأننا رضعنا منك الصبر، والثورة؟! وأن وجودك يزيدنا عزيمة؟!
لا .. لا تنكسري ياحليمة .. فأنت خيمتنا وظلنا الذي يحمينا، وفي فضاء يديك نحن الصغار نكبر، ونتعلق بطفولتنا حتى لو تخطى عمرنا سنين طويلة..
أنت ملاذنا ومعك نسترجع لمة أسرتنا الجميلة…
ليس بمقدوري أن أبوح عنك أكثر .. وعن ماهيتك التي جبلت من نور.. لأنك باختصار.. كأي أم سورية.. عانت، صبرت، تعبت، وحلمت بأن ينتهي هذا الكابوس.. لتفتح عينيها ذات صباح وتتأمل وجه زوجٍ أخذه الموت بعيداً، أو تتلقف بلهفة سماعة الهاتف وتسمع صوتاً حنوناً محباً لفلذة كبد خطفته.. اعتقلته يدٌ حاقدةٌ مجبولةٌ بلعنات الكبار والصغار..
أنت كأي أم تحلم وهي تجول في منزلها الذي بات ركاماً من الذكريات وزالت منه راحة عطر الياسمين الذي يسكنه في كل يوم جمعة… تحلم بأن ينتهي كل هذا الكابوس!
أعلم ياحليمة أنك في توق جم لاسترجاع ذلك الوقت الجميل.. حين تجمعك لحظات مشرقة مع من تهوين وتحبين ليلة كل جمعة..
يلتفون حولك كباقة زهر.. وتستمتعين بعبق ضحكاتهم.. وربما بكائهم.. وشجاراتهم التي لاتعرف لها نهاية.. وثرثراتهم وأحاديثهم المملة ربما…
حليمة لا تحني ظهرك النحيل.. و لاتسمحي للسنين أن تخط مرارتها على وجهك الأبيض الجميل..
لا.. لا ياحليمة لاتستسلمي لظلم ولا لقسوة الحنين…
أرجوك لا تغلقي الباب بوجه الحلم…
لا … لا …
بل كفي ياحليمة عن ذلك الحلم… لا تتعبي نفسك أكثر بعودة أصواتهم..
أرجوك كفي عن استحضار ملامحهم كل ليلة..
لا ترهقي نفسك ياحليمة أرجوك..
لا تبكي.. لا تنوحي.. لا تجعلي مقلتيك تنادي على أشباح خيالاتهم بحرقة في كل ليلة..
توقفي …
توقفي عن تقليب ذكرياتهم ولو لبرهة…
حليمة .. صدقيني لا تنتظري ..
ولكن.. لا فائدة مهما حاولت معك.. فأنت أعند من ثورتنا.. أعند من أي قضية..
أنت الحليمة،،، يا حليمة…
يا ذات الخصل الذهبية رغم تقدم العمر بك إلا أن وجهك أجمل من أي صبية..
تعبتِ من ألم السنين والهجران والحرب لكنك تبقين “حليمة”!!!
عذراً التعليقات مغلقة