أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم حيال الأثر المحتمل المزعزع للاستقرار نتيجة عزم حكومة إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء للانفصال من جانب واحد خلال الأسبوع المقبل.
وأشار أعضاء المجلس في بيان إلى أن الاستفتاء المزمع سيُعقّد الوضع في الوقت الذي تجري فيه العمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية، التي لعبت فيها القوات الكردية دوراً حاسماً.
ولفت البيان إلى احتمال انتقاص الاستفتاء من الجهود الساعية إلى ضمان عودة آمنة وطوعية لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ونازح.
كما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن احترامهم الدائم لسيادة واستقلال ووحدة أراضي العراق، وحث البيان على حل المسائل العالقة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق من خلال الحوار.
وكان المجلس الأعلى لاستفتاء استقلال إقليم كردستان قال في وقت سابق إن جميع البدائل المقدمة عن استفتاء الإقليم لا يمكن أن تحل محله، ولا تضمن ما ما أسمته “استقلال الإقليم”، وطالب ببدائل تضمن هذا الاستقلال حسب تعبيره.
وأضاف المجلس في بيان أصدره بعد اجتماع بحضور رئيس الإقليم مسعود البرزاني، أنه إذا “لم تصل القيادة الكردية بدائلُ تضمن استقلاله، فإن الاستفتاء سيجرى في موعده المحدد”، مضيفا أن المجلس أبقى على أبواب الحوار والمفاوضات مفتوحة مع بغداد وأعطاها الوقت اللازم والمطلوب.
وكان البارزاني أعلن الأربعاء في لقاء جماهيري بالسليمانية أنه يمهل بغداد والمجتمع الدولي ثلاثة أيام لتقديم بديل عن الاستفتاء، وإلا فسيجرى في موعده المحدد. وبدت لهجة البارزاني مختلفة عن حديثه في اليوم السابق بصوران قرب أربيل، حيث أعلن أمام الحاضرين أن هناك رسائل إيجابية وصلت وتخضع للدراسة.
وجاء في البيان أن مجلس الاستفتاء قرر أن يتوجه الوفد الكردستاني المفاوض إلى بغداد السبت المقبل لتوضيح آخر مواقف القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 2005. كما ذكر البيان أن سكرتارية المجلس ستنشر مشروعي حقوق المكونات، والإعلان عن المبادئ العامة لدولة كردستان قبل يوم الاستفتاء.
اجتماع ثلاثي
في المقابل، اتفق وزراء خارجية العراق وتركيا وايران اليوم على عدم دستورية استفتاء كردستان، محذرين من اتخاذ إجراءات مضادة بالتنسيق في ما بينهم، دون تحديد طبيعتها. وقال الوزراء إن الاستفتاء “يعرّض الانتصارات التي حققها العراق على حساب تنظيم الدولة الاسلامية لمخاطر جمة”.
كما قال رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي إن استفتاء كردستان مرفوض لأنه يخالف الدستور العراقي وفيه تجزئة وإضعاف للبلاد. وأوضح العبادي في لقاء مع مجموعة من السياسيين والصحفيين أن تغيير الحدود من طرف واحد بالقوة، يعني “فتح باب الدماء على مصراعيه”.
وأكدت الولايات المتحدة أمس رفضها الشديد للاستفتاء، وقالت وزارة خارجيتها إن واشنطن تحث الزعماء الأكراد العراقيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بدلا من ذلك. وتتبنى دول غربية أخرى موقفا مشابها، وتقول إنه يتعين على الأقل تأجيل الاستفتاء.
Sorry Comments are closed