يعقد مجلس الأمن الدولي الإثنين جلسة عاجلة دعت إليها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا لمناقشة تجربة ناجحة أجرتها كوريا الشمالية صباح الأحد على قنبلة هيدروجينية مصممة لحملها على صاروخ باليستي عابر للقارات ما أسفر عن وقوع زلزالين بكوريا الشمالية؛ الأول بقوة 6.3 درجات والثاني بقوة 4.6 درجات، حسب وكالة “يونهاب” للأنباء التابعة لكوريا الجنوبية.
وجاء التفجير الجديد بعد أيام من إطلاقها صاروخا فوق اليابان وبعد ساعات قليلة من حديث هاتفي بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بشأن الأزمة النووية ”المتصاعدة“.
وتكتسب القنبلة الهيدروجينية قدرتها من اتحاد النويات الذرية تحت حرارة شديدة، والتي تندمج في الأسلحة الحرارية النووية، وتتكون من نظائر الديوتيريوم والتريتيوم، كما كان الحال مع القنبلة النووية التي أسقطت على هيروشيما عام 1945.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سينظر في “إمكانية مهاجمة” كوريا الشمالية على خلفية إجراء التجربة.
ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن ترامب قوله، رداً على سؤال حول عزم الولايات المتحدة مهاجمة كوريا الشمالية؛ “سوف نرى”.
كما أعلن ترامب، عبر تغريدة على موقع “تويتر”، أن بلاده “ستأخذ في الاعتبار كخيار للرد على تجارب بيونغ يانغ النووية، قطع التبادل التجاري مع أي دولة تربطها علاقات عمل مع كوريا الشمالية”.
وفي تلويح أكثر وضوح بعدم استبعاد الخيار العسكري، هدد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بـ”رد عسكري هائل” على أي هجوم على بلاده أو حلفائها، بعد تجريتها النووية الأخيرة.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، أمام البيت الأبيض، بعد اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب ومستشاري الأمن القومي.
وقال ماتيس إن أي “تهديد على أراضي الولايات المتحدة بما فيها غوام (جزيرة أمريكية في المحيط الهادي) أو لحلفائنا، سيقابل برد عسكري هائل وساحق”.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغريك إن “هذا العمل انتهاك خطير آخر لالتزامات بيونغ يانع الدولية وتقويض لجهود منع انتشار الأسلحة النووية ونزعها، كما أنه يزعزع الأمن الإقليمي”.
كما ندد كل من الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، بالتجربة النووية.
وقال أمين عام “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، في بيان، إن الحلف منزعج من تصرفات كوريا الشمالية، التي تزعزع الاستقرار.
وأدان ستولتنبرغ، بشدة التجربة الجديدة لكوريا الشمالية، معتبرا أنها انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2321، والذي تم الموافقة عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وأضاف: “يتعين على كوريا الشمالية تدمير كل أسلحة الدمار الشامل لديها، بشكل لا رجعه فيه، على أن يتم التأكد من ذلك”.
من جهتها، قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، إن تجربة بيونغ يانغ، الجديدة تعد خطوة استفزارية للغاية، تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
ودعت موغريني، نظام بيونغ يانغ، إلى تدمير أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته.
كما اعتبر يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التجربة النووية، بمثابة “عمل مؤسف للغاية يتجاهل تماما المطالب المتكررة من المجتمع الدولي”.
وأضاف أمانو، في بيان صحفي، نقله مركز أنباء الأمم المتحدة، أنه “يتعين على كوريا الشمالية ألا تجري مزيداً من التجارب النووية وأن تتخلى عن جميع أسلحتها وبرامجها النووية الحالية بشكل دائم يمكن التحقق منه”.
فيما قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه اتفق مع الرئيس ترامب على ضرورة قيام “المجتمع الدولي بتعزيز إجراءات التصدي لكوريا الشمالية وعدم التغاضي عن تصرفها الطائش”، في إشارة للتجربة النووية.
وقال آبي إنه اتفق أيضا، في اتصال آخر، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التعاون بشأن كوريا الشمالية.
وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، ينبغي أن يرد سريعا وبحسم على التجربة النووية.
وأضاف ماكرون، في بيان نشره مكتبه: “يجب على المجتمع الدولي الرد بقوة على الاستفزاز الأخير لكوريا الشمالية، من أجل عودتها إلى مسار الحوار من دون شروط مسبقة، ومواصلة تفكيك برنامجها النووي والباليستي بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه”.
وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنهما يخططان لتشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقالت الحكومة الألمانية في بيان بعد محادثة هاتفية بين ميركل وماكرون ”هذا الاستفزاز الأحدث من جانب الحاكم في بيونغ يانغ اتخذ بعدا جديدا“.
ووصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاختبار النووي ”بالمتهور“ و”الاستفزازي“.
وأدانت تركيا بشدة التجربة النووية الكورية الشمالية، وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها، إن تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها كوريا الشمالية “تتجاهل القانون الدولي والأمن والسلام الإقليميين، ونعتبرها حركة غير مسؤولة واستفزازية، وندينها بشدة”.
كما اتفق الرئيسان الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة خلو شبه الجزيرة الكورية من كافة أشكال الأسلحة النووية.
جاء ذلك في لقاء جمع الزعيمين على هامش مشاركتهما في قمة زعماء “بريكس”، المنعقدة في مدينة شيامين، بمقاطعة “فوجيان” الصينية.
وفي روما، أدانت الخارجية الإيطالية بشدة التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية.
وقال وزير الخارجية أنجيلينو ألفانو، في بيان له، إن تمادي بيونغ يانغ في تطوير البرنامجين “تهديداً خطيراً” على السلام والأمن الدوليين، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي تنتهك الوقف الاختياري للتجارب النووية في القرن الحادي والعشرين.
وفي أوتاوا، حث رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، مجلس الأمن الدولي على اتخاذ المزيد من الإجراءات الحاسمة لوقف جهود الانتشار النووي في كوريا الشمالية بشكل فعال.
وقال بيان لترودو، نشر على موقع الحكومة الكندية، الأحد، إن “الاستفزازات المستمرة لكوريا الشمالية، من خلال اختبارها للصواريخ الباليستية بالقرب من الدول المجاورة، لا يؤدي سوى إلى عزلها في المستقبل”.
Sorry Comments are closed