جنيف – حرية برس:
أسدلت الجولة السابعة من مباحثات جنيف السورية ستارها اليوم الجمعة على فشل جديد بعد تجاهل المبعوث الأممي ستافان دي مستورا بحث النقاط الأساسية التي قامت عليها العملية السياسية وانحيازه الواضح لأجندة نظام الأسد بالتركيز على ما أسماه مواجهة “الخطر” قاصداً الإرهاب.
وأفاد مراسل “حرية برس” في جنيف أن جولة المحادثات السابعة في جنيف التي استمرت 5 أيام انتهت بلقائين للمبعوث الأممي اليوم الجمعة مع كل من وفد نظام الأسد برئاسة بشار الجعفري ووفد الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة، برئاسة نصر الحريري.
وأكد الجعفري خلال تصريحات له بعد الاجتماع مع دي مستورا أن اللقاء ركز على بحث “موضوعين رئيسيين الاول يتعلق بمكافحة الارهاب والثاني بمسائل تقنية دستورية”.
وبدوره قال نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أن الوفد قدم للمبعوث الأممي خلال اللقاء تفاصيل “الرؤية السياسية” للهيئة العليا حول الانتقال السياسي.
وأضاف الحريري في تصريحات لوسائل الإعلام: “لنكن صريحين، النظام السوري يرفض الدخول الجدي بالمفاوضات ونحن نسعى للتقدم عبر الجانبين التقني والعسكري”، مؤكداً أن “الطرف الاخر دائما يستخدم الارهاب لتخطي عملية الانتقال السياسي والحقيقة اننا نحن من نحارب الارهاب”.
وشدد الحريري على أن نظام الأسد هو سبب الارهاب ليس في سوريا فقط بل في المنطقة ككل، مضيفاً: “لن يكون هناك استقرار في سوريا بدون حل سياسي ينهي النظام الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة”.
وبدوره قال أحمد رمضان عضو الوفد المفاوض في الهيئة العليا للمفاوضات أن العملية السياسية بهذا الشكل لم تعد ذات جدوى بسبب أن العملية التفاوضية تحتاج إلى طرفين، وأن نظام الأسد لا يريد هذه المفاوضات بأي شكل من الأشكال”.
وعلى وقع انتقادات واعتراضات واسعة من قبل ناشطين ومعارضين سوريين لضعف أداء وفد الهيئة العليا للمفاوضات ورضوخه لإملاءات دي مستورا وخشيتهم من تقديم مزيد من التنازلات فيما يتعلق بثوابت العملية السياسية ومدى انسجام مواقف الوفد المفاوض مع ثوابت الثورة، وصل رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف أمس، والتقى بأعضاء الوفد المفاوض، وشدد على أن نظام الأسد وحلفاءه ارتكبوا جرائم حرب كبيرة بحق الشعب السوري، معتبراً ذلك “من أجل كسر إرادتهم وثنيهم عن مطالبهم بنيل الحرية والكرامة”، مؤكداً أن التركيز على الحل السياسي وانجازه وانتقال السلطة المنظم هو بهدف “منع الفوضى أو تقسيم البلاد أو إقامة مناطق نفوذ دولية”، وتابع حديثه قائلاً: “نريد لبلادنا أن يكون فيها قانون عادل ومواطنة متساوية وديمقراطية ناجزة”.
وأوضح حجاب أن العملية السياسية تسير ببطء شديد، مرجعاً السبب إلى عدم رغبة النظام وحلفائه في الوصول إلى الحل السياسي، وسعيهم إلى سد كافة الطرق المؤدية إلى ذلك.
وأشار حجاب خلال اجتماعه مع بعثة الهيئة العليا في مقر إقامتها في مدينة جنيف، إلى أن الهيئة العليا متمسكة بالعملية السياسية على الرغم من تقدمها البطيء، وقال: “قدمنا العديد من المبادرات والتي لاقت تفاعلاً إيجابياً، وساعدت من أجل الدفع في العملية السياسية وتحقيق تقدم فيها”.
وكان دي مستورا قال في تصريحات سابقة إن “الأزمة السورية متشعبة، ولا بد لتسويتها من أن نبدأ بمحاربة الإرهاب، نظرا لأن هذه النقطة تتفق عليها جميع أطراف الأزمة”.
وأضاف المبعوث الأممي: “إذا لم تتم تسوية الأزمة السورية بالطرق السياسية، فإن ما سمي بالأمس تنظيم “داعش”، والذي أصبح مثل الطفيليات الضارة، سينمو في أماكن وتحت مسميات أخرى، كما حصل في العراق”، داعيا إلى الاستفادة من التجربة العراقية، عبر “خفض وتيرة العنف وإقامة مناطق هادئة تماما، يشرف على مراقبتها مراقبون دوليون، ومن الممكن أن يكونوا عسكريين”.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن مصادر مطلعة أن دي ميستورا أعد مبادرة لمكافحة الإرهاب، وسوف يعلن عنها اليوم الجمعة.
ومن المقرر ان يقدم دي ميستورا عرضاً عن نتائج الجولة السابعة من المباحثات إلى مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
عذراً التعليقات مغلقة