مدارس النظام في ادلب…اتهامات بالتقصير في العمل وحالة مأساوية للمدرسين

فريق التحرير19 مارس 2016آخر تحديث :

خاص-حرية برس: يعاني الجيل الناشئ في محافظة ادلب من صعوبات كبيرة في شتى مجالات الحياة بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها سوريا، فالعملية التعليمية في أدنى مستوياتها في ادلب، ولا بدائل حقيقة تلوح في الأفق عن مدارس النظام، فمدارس الائتلاف والمنظمات بحاجة الى اعتراف دولي يمكن طلابها من متابعة دراستهم في سوريا وخارجها.

في ريف ادلب ترى الطلاب دائماً يشكون من سوء التدريس في مدارس النظام، فمعظم الكادر التدريسي أصبح من الأساتذة والآنسات قليلي الخبرة حسبما يقول الأهالي، حيث فضّل الأساتذة ذوي الخبرة ترك التدريس والانتقال إلى وظيفة إدارية داخل المدرسة.

يبرز دور الواسطات بشكل كبير في مدارس النظام، وخصوصاً من جانب الآنسات اللواتي أصبحن يمثلن في معظم مدارس النظام ثلثي الكادر التدريسي، يدفعن مبالغ كبيرة لتربية النظام من أجل الحصول على شاغر تدريس في أي مدرسة كانت.

“خ م” أستاذ من ريف ادلب الجنوبي صرح ل” حرية برس”: منذ عامين تقريباً بدأت الواسطات تعمل بقوة، آنسات غير متخرجات وبعضهن يحملن شهادة البكالوريا فقط حصلن على شواغر تدريس في مدرستنا، آنسة فنون في وقت سابق تقوم بتدريس الطلاب مادة الاجتماعيات! لأن أحد أقربائها ضابط في النظام”.

وصول مدرسين ليس لديهم خبرة في سلك التدريس انعكس سلباً على الطلاب الذين تراجع مستواهم بشكل كبير، إضافة لعدم وجود رقابة أو تفتيش على مدارس النظام ما جعلها بؤرة للفساد في معظم الأحيان، فلم يعد هناك التزام لا من الآنسات ولا من الطلاب، وغدا الطالب ضائعاً في أزقة كان من المفروض على المعلم وعلى إدارة المدرسة أن تحتويه بين جناحيها، لكن عدم المسؤولية عندهم هو السبب في ترك الأطفال لمدارسهم والتحول للعمل في مهن تساعد أهلهم على العيش في ظل مدارس لا تؤدي واجبها المقدس وفق ما قال أهالي من ادلب.

محمد أبو عمر والد أحد الطلاب في مدارس النظام في ريف ادلب الجنوبي وضّح ل”حرية برس” موقفه من العملية التعليمية في مدارس النظام بادلب”: ” قررت عدم ارسال ابني للمدرسة، إنه في الصف السادس ولا يعرف جدول الضرب، ولديه ضعف كبير في الكتابة، وبالنسبة للغة الانكليزية لا يعرف شيئاً، أرسلته للكتاب من أجل تعلم علوم الدين”.

وأكد أبو عمر أن بعض الآنسات في المدرسة يقضين معظم الدرس في مناقشات مع الطلاب بخصوص الطبخ والأكل والزواج حسب ما روى له ولده قبل أن يترك المدرسة.

ومن ناحية أخرى، دائماً ما نرى الأساتذة في مدارس النظام متهمين بالعمالة للنظام، حيث يقول الأهالي في ريف ادلب أن بعض المعلمين مؤيدون لنظام الأسد بشكل كبير ويقومون بتزويده بالمعلومات في كل زيارة إلى مدينة حماه.

بالمقابل يعاني الأساتذة كثيراً في قبض معاشاتهم ، حيث يتوجه المعلمون كل شهر إلى حماه من أجل الحصول على رواتبهم التي رفض النظام ارسالها إلى ادلب،  ولكن حواجز النظام منتشرة بكثرة على الطريق وهي تتعرض لهم دائماً بالمضايقات المتنوعة والسلب والنهب، وربما الاعتقال، هذا ما دفع ببعض المعلمين لترك سلك التدريس نهائياً.

أحد الأساتذة في مدارس النظام بريف ادلب الجنوبي رفض ذكر اسمه خوفاً على حياته من قوات النظام تحدث ل”حرية برس” عن رحلاته السابقة لمدينة حماه: ” كنا نموت من الخوف عندما نصل لحاجز السباهي شمال حماه ونحن في طريق العودة الى ادلب، على كل استاذ دفع مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية للضابط من أجل السماح لنا بالمرور، في إحدى المرات أنزلنا عناصر الشبيحة على مفرق قمحانة وطلبوا منا ارتداء البدلة العسكرية من أجل الالتحاق بقوات النظام على الجبهات ثم قبلوا بمبلغ 15ألفاً من كل أستاذ لقاء اطلاق سراحه”.

من جانبه أكد الأستاذ رضوان الأطرش مسؤول دائرة خان شيخون في تربية ادلب الحرة ل”حرية برس” أن المدارس الحالية التي تتبع للنظام كشفت مدى اخلاص المدرسين لمهنتهم وطلابهم ولعملهم ولكن للأسف مسألة قبض الراتب وتأخره جعل بعض المدرسين يتخلوا عن واجبهم وأصبحت مسألة التعليم تحصيل حاصل وهي عبارة عن وسيلة لكسب الرزق.

اذا ما بين الاتهامات التي تكال بالجملة للمدرسين في مدارس النظام وما بين البحث عن بديل لمدراس النظام يبقى الطفل هو الضحية الأولى في ادلب، فالأهالي مجبرون على ارسال أطفالهم لمدارس النظام لعدم وجود منظمات دولية توفر دراسة معترف عليها لأولادهم، فالرمد أفضل من العمى كما يقولون، بينما يتمنى الأساتذة في ادلب أن يستلموا معاشاتهم المتوقفة منذ 12/2015 لدواع أمنية وفق قولهم.

092652_2009_05_05_13_27_34

تحرير: نوار الشبلي

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل