حول الموقف الإسرائيلي من الحرب على تنظيم داعش

فريق التحرير15 مارس 2016آخر تحديث :

في إطار الحراك الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية؛ عزمت إدارة باراك الرئيس أوباما على تأسيس تحالف دولي موحد تتزعمه واشنطن للقضاء على تنظيم داعش؛ ورأت تركيز جهودها في إقناع أنصارها وحلفائها للانضمام إلى التحالف الجديد ولا سيما دول منطقة المتوسط، حيث قال الرئيس باراك أوباما : “إن أكثر من 40 دولة عرضت المساعدة في الحرب على داعش، مشيرا أن من ضمنها فرنسا وبريطانيا اللتان أعلنتا الحرب على داعش، ولا يمكن أن ننوب عن شركائنا لحماية منطقتهم، مشيرا إلى أن الحرب على داعش ليست معركة أمريكا لوحدها (1).
لا شك أن حكومة اسرائيل تعي تماماً الفرص التي قد تتيحها المشاركة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب حليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا بادرت إلى إعلان جاهزيتها لتقديم العون والمساعدة لقوى التحالف في هذه الحرب، دون مشاركة فعلية منها خشية الإضرار بالتحالف وإظهار الصراع ضد هذا التنظيم كأنه يخدم تل أبيب.
الرؤية الإسرائيلية
لم تبد اسرائيل أية معارضة للمشاركة في التحالف الدولي لمحاربة داعش، ولكنها ترددت في تحديد نمطية هذه المشاركة وفقا لاعتباراتها الاستراتيجية، وعلى الرغم من استبعادها من قبل التحالف بشأن المشاركة العسكرية المباشرة في الحرب، غير أنها تبنت بالتوازي مع ذلك العمل على محوريين متلازمين أحدهما يتعلق بالاستعدادات الأمنية والعسكرية لمواجهة أية تهديدات محتملة قد تأتي من الحدود الشرقية المجاورة للأردن، خصوصا مع اتساع التمدد الداعشي في كلا من العراق وسوريا، وثانيهما ارتبط بتعزيز الحضور الاستخباري في العمليات الهجومية للتحالف ضد المواقع التابعة للتنظيم.
فبعد الإعلان عن إنشاء التحالف الدولي لمواجهة داعش، رحبت إسرائيل بجهود واشنطن لتشكيل ذلك التحالف الدولي، لكنها أعربت عن تخوفها من تقارب محتمل بين حليفها الأمريكي وعدوتها اللدودة إيران (2).
وفيما الأمر كذلك، نقلت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية عن ضابط اسرائيلي كبير اشارته الى أن إسرائيل ليست مستهدفة من تنظيم “داعش” (3).
وكانت الصحيفة نفسها قد أعلنت في عنوان لها “داعش غير معنية بقتال اليهود” : أن هناك قائمة طويلة بالقادة العرب الذي وضعهم تنظيم “داعش” السني كأهداف له، ومن بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والملك السعودي، عبدالله بن عبدالعزيز، والعاهل الأردني، عبدالله الثاني، وأيضًا قيادات بارزة بجماعة الإخوان المسلمين، أما اليهود وإسرائيل فليسوا على رأس هذه القائمة (4).
وفي هذا الإطار، جاءت تأكيدات بعض الساسة في اسرائيل لتهدئة روع الإسرائيليين من هواجس تنظيم داعش، وقد جاءت هذه التأكيدات على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب عاموس يادلين، أن تنظيم “داعش” لا يشكل خطرا مباشرا أو جادا على إسرائيل، وكان عاموس يادلين -في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية لشهر سبتمبر/أيلول الماضي- أسانيد إستراتيجية عديدة لهذا الطرح، فبالجانب اللوجيستي ينشط التنظيم على مسافة بعيدة تمتد لمئات الكيلومترات من حدود إسرائيل، وخلافا لحركة “حماس” -الموجودة بمحاذاة حدود إسرائيل- فإن “داعش” لا يمتلك أنفاقا ولا قدرات مدفعية أو صواريخ، كما أنه ليس لديه حلفاء يزودونه بالسلاح المتطور – يقصد إيران وحزب الله- كما أن التطرف الإيديولوجي الذي يتسم به الفكر الداعشي لا يجد له رواجاً في المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وبالنظر إلى الرؤية الاستراتيجية لدى الاسرائيليين تجاه تنظيم داعش، أنه يفتقد إلى القوة البشرية القادرة على مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي، حيث أنه لا يتخطى تعداد مقاتليه وعناصره عشرة آلاف مقاتل، وهو ما يعادل نصف حجم القوة العسكرية لحركة حماس في غزة، فيما لا يتجاوز مستوى تسليحه المتواضع سيارات “تندر” وبنادق “كلاشينكوف” ورشاشات متنوعة لا ترقى لمستوى تهديد الأمن الإسرائيلي، ويتزامن مع ذلك اعتبار البعض في اسرائيل أن التهديدات التي قد يشكلها داعش كمنظمة جهادية عالمية لإسرائيل هي نفسها التهديدات التي كان يشكلها تنظيم القاعدة في السابق.
وفي ظل هذه الرؤية، يرى الصحفي الإسرائيلي روني شاكيد في حوار مع DW عربية أن “داعش” لا يشكل حاليا خطرا على إسرائيل، ويرى أن إسرائيل تساعد بشكل سري في مواجهته، وأنها تريد نظاما قويا يسيطر على الأمن بسوريا بغض النظر عما إذا كان ديمقراطيا أم لا (5).
إلا أن ذلك لم يعفي اسرائيل من استشعار القلق والحذر الشديد من تداعيات ملف تنظيم داعش الذي أدخل المنطقة كلها في حرب جديدة قد تؤدي إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية والجغرافية للشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع الملف النووي الإيراني والصراع مع الغرب، وما تخشاه اسرائيل في هذا السياق أن الخطر الذي ربما يشكله “تنظيم داعش” يكمن في إمكانية صرفه الاهتمام الإسرائيلي والعالمي عن مخاطر البرنامج النووي الإيراني، الذي يمثل تهديداً إستراتيجياً حقيقياً على أمن إسرائيل واستقرار المنطقة والعالم برمته، وتحديدا بعد فشل التوصل إلى اتفاق نووي مع ايران وانتهاء المفاوضات في يوم الاثنين الماضي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، مع تمديد المفاوضات حتى يونيو/ حزيران المقبل، إذ أنه لم يستطع الأطراف المتحاورون مع ايران بلورة اتفاق ينهي الأزمة النووية الإيرانية، حيث ترى اسرائيل أن ذلك جاء في إطار استغلال ايران الانتباه الأمريكي والغربي للحرب على تنظيم داعش، ما يسمح لها بالاستمرار في بناء سلاحها النووي، وعلى خلفية ذلك جاءت تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو : أن طهران وبرنامجها النووي أكثر تهديدا من “داعش”، لأنها تمثل “التطرف الأصولي الشيعي” الذي يسعى إلى القدرة والقوة (6). مع العلم أن تمديد المفاوضات بشأن ملف ايران النووي له جوانب سلبية أيضا، أبرزها أنه لن يكون في مصلحة إيران أو الرئيس الأميركي باراك أوباما في المنظور البعيد، خاصة في ظل حالة التشتت في الانتباه الأميركي بشأن قضايا المنطقة.
وعلى الجهة الأخرى، فقد اعتبر مركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي، أن الحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم داعش بأنها “عبثية”، وأن تلك الحرب عملت على تأجيج الفوضى في العراق وسوريا (7). وقال الباحث الإسرائيلي في شؤون الجماعات الإسلامية رؤوفين باز في دراسة له، : أن “محاربة تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هي عبثية، ولا تخدم المصالح”، مشيرا الى ان “هذه الحرب لا تنحدر إلى معالجة أسس الظاهرة” (8).
ولا شك أن ثمة قلق كبير يداهم الدول الغربية وأجهزتها الأمنية الاستخبارية من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا، والذين قد يعودون إلى مواطنهم الأصيلة ويقومون بتنفيذ عمليات ارهابية في بلادهم، واسرائيل بدورها تشارك الغرب هذا القلق، وترى أن دورا قادما لها ينتظرها مع الأيام، بحسب الكثير من القرائن والدلائل، وتحديدا عندما ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على أحد العرب الفلسطينيين العائدين من سوريا وهو “حمزة مجاسمة” أثناء وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي بحسب ما أفاد بذلك المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد (9).
وقد كان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، أعلن في سبتمبر الماضي، أن “داعش” منظمة محظورة بموجب القانون الإسرائيلي، الذي يسمح للسلطات بالعمل ضد التجنيد وجمع الأموال، وغيرهما من الأنشطة التي تتبع التنظيم على الأراضي الإسرائيلية وضد الإسرائيليين (10).
مهددات الحدود الشرقية
في ذروة التحركات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش في كلا من العراق وسوريا، وبعد تحذيرات متكررة من إمكانية وصول التنظيم إلى الأردن عبر الحدود السورية الأردنية، عرضت إسرائيل رسميا على المملكة الأردنية المساعدة في مواجهة التنظيم وأخطاره المستقبلية.
وقد جاءت هذه المبادرة الإسرائيلية في إطار التحذيرات المتكررة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي قال في أكثر من موقف أن خطر التنظيم على إسرائيل قد يأتي من بوابة الشرق (يقصد بذلك الأردن)، ومن جهة ثانية قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتز : إنه “إذا واجه الأردن خطرا حقيقيا بسبب زحف تنظيم داعش إلى أراضيه، وإذا طلب الأردن أي مساعدة، فإننا سنهب لمساعدته من دون تردد. (داعش) خطر على المنطقة كلها وليس فقط على إسرائيل” (11). ولم يقف الأمر عند عرض المساعدة على عمان فحسب، بل أظهرت تقارير إسرائيلية أن إسرائيل مستعدة للتحرك فورا إذا وصل “داعش” إلى الأردن. وقال شتاينتز نفسه: :لن نجعل الأردن يسقط”، وقد نقلت إسرائيل موقفها هذا إلى الولايات المتحدة، وقالت مصادر سياسية للقناة الثانية، إن تل أبيب أبلغت واشنطن أنها ستتحرك ضد “داعش” فورا إذا وصل إلى عمان. وأضافت: “قلنا لهم (الأميركيين) إن إسرائيل ستتحرك وفق كل إمكانياتها لإحباط أي نشاط في الأردن” (12).
وفي هذا الإطار؛ قامت إسرائيل بتسليم الولايات المتحدة صورًا مخابراتية وأخرى بالأقمار الصناعية لمساعدتها في الحرب على داعش، كما قال نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق، إن بلاده مستعدة لتفعل كل ما تستطيع من أجل مواجهة الإرهاب، محذرًا في السياق ذاته من حيازة إيران لأسلحة نووية بدعوى أن ذلك سيؤدي إلى أعمال إرهابية (13). يأتي ذلك تلويحا من اسرائيل بجهوزيتها التامة للتحرك العسكري ضد تنظيم داعش حال تعرض أمنها للخطر أو الاختراق.
مصير الجولان
تراقب اسرائيل عن كثب مجريات الحرب الدولية على تنظيم داعش، وتستشعر اسرائيل أنها ليست بعيدة عن نيران هذه الحرب، بل على العكس من ذلك، هي متيقنة أنها ستضطر للتدخل العسكري المباشر في حال تعرض نظرية أمنها القومي إلى أي اختراق أو تهديد وتحت أي ظرف، وتحديدا بالنظر إلى التمدد الجغرافي ذو الطابع الأفقي لتنظيم داعش في سوريا، حيث يسيطر التنظيم على ثلث الأراضي السورية من الشمال والشرق وكذلك مناطق في الجنوب، وهو ما يعتبر إنذار خطر حقيقي بالنسبة لإسرائيل التي ترتبط بحدود قريبة من تلك المناطق ولا سيما الجولان السوري المحتل، إذ قد يصل تمدد التنظيم الأفقي إلى تلك المنطقة، حيث لن يكون هناك عوائق أمام التنظيم للوصول إلى الجولان الذي يمثل تهديدا استراتيجيا لإسرائيل.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات أحد الخبراء الإسرائيليين أن لدى اسرائيل مشكلة، لأن “داعش” قريبة من الحدود الإسرائيلية وخصوصا في منطقة الجولان والقنيطرة. ولدى إسرائيل مشكلة في هذه المنطقة. فمن وقت إلى آخر تنزل قذائف هاون على إسرائيل. وإسرائيل تقول إنها لن تعطي أي فرصة لحدوث مشكلة على الحدود ولا تريد أن تتمدد هذه الحرب إلى داخل إسرائيل (14).
وتحت هذا التهديد تتأهب اسرائيل عسكريا وأمنيا واستخباريا للوقاية والدفاع عن أمنها من الاختراق، وليس من المستبعد أن تبادر اسرائيل من دون سابق إنذار أو تفويض بتوجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي السورية تستهدف مواقع وعناصر تابعة لتنظيم داعش، انطلاقا من مبدأ اليقظة الدائمة في أجندة اسرائيل، ومن هنا يتضح أن مصير الجولان قد يحسم الموقف بالنسبة لإسرائيل بالتحرك عسكريا، في الوقت الذي عودتنا فيه اسرائيل أنه لا مناص من الضربة العسكرية الاستباقية إذا تعرض أمنها للخطر أو التهديد.
استهداف سيناء
في اسرائيل يزداد القلق ويتسع نطاقه يوما بعد يوم من التمدد الجغرافي لتنظيم الدولة في دول الطوق المحيطة بالأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، فتزامنا مع التهديدات الشمالية الشرقية لإسرائيل من خطر وصول داعش، تتزايد التهديدات الأمنية من سيناء التي تتصل بالحدود الإسرائيلية من جهة الجنوب، والتي تتواجد فيها جماعات مسلحة أمثال: تنظيم أنصار بيت المقدس، الذي يخوض حرب شوارع مع القوات الأمنية والعسكرية المصرية، أدت مؤخرا إلى قيام الحكومة المصرية بإعلان المناطق الحدودية المتاخمة للحدود مع قطاع غزة منطقة عازلة، وطالب الجيش المصري في إطارها من سكانها بإخلائها مقابل تعويضات مالية تمهيدا لإخلاء المنطقة من مباني أو منشآت، وجاء ذلك على خلفية مقتل 30 عنصرا من الجيش المصري بالقرب من رفح المصرية.
وفي ظل هذا الموقف تسعى اسرائيل جاهدة لإجهاض أية محاولات من شأنها تموضع الجماعات الإرهابية المسلحة بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية خصوصا بعدما تبلور أخيرا تحالفا جديدا بين تنظيم أنصار بيت المقدس -الذي ينشط في سيناء- وتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك عقب إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية وأميره البغدادي في بيان صوتي نشرته على حسابها في موقع تويتر في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وأعلنت أن سيناء ولاية للدولة الإسلامية تحت امرة الخليفة البغدادي على حد تعبيرهم (15).
وهنا؛ تستشعر إسرائيل -التي “تراقب بقلق بالغ منظومة الأحلاف بين تنظيمات الجهاد العالمية الناشطة على طول حدودها- في هذا التحالف الجديد مصدر تهديد مباشر لأمنها، لا سيما بعد أن حاول التنظيم المصري مرارا في الماضي مهاجمة مواقع إسرائيلية عبر الشريط الحدودي، كما سعى أيضاً إلى إطلاق صواريخ نحو ميناء إيلات، وبعدما أكدت تقارير إسرائيلية استخبارية عزم التنظيم الجديد على تنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية، وفي هذا الإطار تأمل تل أبيب أن تسفر تلك المعطيات مجتمعة عن اتساع رقعة التحالف الدولي ضد “داعش” ليشمل بلورة خطة أمنية مشتركة مع السلطات المصرية تشمل التنسيق المتبادل بين البلدين لمحاربة الإرهاب المتواجد في سيناء.
كما أن اسرائيل في الوقت نفسه سعت لتأسيس تفاهمات مع دول المحيط العربي وتعزيز التحالفات مع الدول الغربية، في إطار محاربة الإرهاب مستغلين ظاهرة “تنظيم داعش”، حيث تفتح الطريق أمام اسرائيل لتكتسب فرصاً إستراتيجية جديدة، للتعاون مع دول أخرى في مجال محاربة الإرهاب الذي يهدد المنطقة ككل، وهي هنا تستهدف فتح آفاق التعاون الاستخباري والأمني المشترك مع الدول السنية في المنطقة كالأردن والسعودية ومصر، وقد جاءت هذه الاستراتيجية بناءا على اقتراح من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث له طالب خلاله التعاون لوأد هذه التنظيمات الإرهابية في مهدها على حد وصفه (16).
مستقبل الموقف الإسرائيلي
لا تزال اسرائيل خارج إطار المشاركة العسكرية المباشرة في الحرب على تنظيم داعش، وتكتفي فقط بالمساعدة الاستخبارية والمعلومات الأمنية التي تقدمها لقوات التحالف، مع احتفاظها بوضعية الجاهزية والاستعداد التام للمواجهة تحت أي تهديد قد يطال أمنها الاستراتيجي، مع أن تل أبيب تدرك تمام أن ثمة أخطارا كبيرة محدقة تحيط بها وتنذر بها الحدود التي تربطها بالأردن وسوريا ومصر، وهو الأمر قد يحسم الموقف الإسرائيلي بالانتقال إلى المشاركة العسكرية المباشرة والأخذ بزمام المبادرة في محاربة تنظيم داعش.
وليس من المستبعد أن تبادر اسرائيل في المستقبل القريب إلى شن ضربات عسكرية لمواقع تنظيم داعش في الدول العربية المحيطة بها، ولا سيما سوريا والأردن وسيناء، تحت ذريعة الدفاع عن أمنها.
باختصار شديد اسرائيل لديها مخاوف كثيرة وتواجه مخاطر كبيرة محتملة، وقامت -وما زالت تقوم- بعملية تقييم لدورها المرتقب في الحرب، وما زالت في طور تحديد شكل وطبيعة هذا الدور تبعاً لتطورات الحرب ومساراتها، لكنه من المرجح أن تعلن اسرائيل عن المشاركة الفعلية مع التحالف في الوقت الذي تلتمس فيه خطر اقتراب التنظيم من حدودها. إذ أنه من المؤكد أن اسرائيل لن تنأى بنفسها طويلا عن هذه الحرب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل