
قال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في رسالة مصوّرة نشرت الأربعاء إن الحزب يستعد لإنهاء مرحلة تاريخية عبر تخليه قريبا عن سلاحه والتحول إلى حزب سياسي تركي، بعد 40 عاما من النزاع المسلّح.
بُثّ تصريح أوجلان قبل يومين من مراسم تُنظم بشمال العراق من المقرّر أن تسّلم خلالها دفعة أولى من مقاتلي الحزب سلاحها، بعد شهرين من إعلان المنظمة التي تصنّفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون “إرهابية”، حلّ نفسها وإلقاء السلاح.
وقال أوجلان في الشريط المؤرخ في 19 حزيران/يونيو والذي نشرته الأربعاء وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب “في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي … إنشاء آلية لإلقاء السلاح تُسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية”.
وأضاف الزعيم الكردي البالغ 76 عاما “بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة”.
أعلن حزب العمال الكردستاني في 12 أيار/مايو حل نفسه وإلقاء السلاح، منهيا بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرّد ضد الدولة التركية خلّفت أكثر من 40 ألف قتيل وتسببت لفترة طويلة في توتر علاقات السلطات التركية مع الأقلية الكردية والدول المجاورة.
وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 شباط/فبراير من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول. وفي الأول من آذار/مارس، أعلن الحزب وقف إطلاق النار.
ولفت أوجلان في المقطع المنشور الأربعاء، إلى أنه حاليا “يتم تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني، وهذا أمر بالغ الأهمية … من الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق”.
وتابع “أرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها … ويكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ”.
– “مزيد من التقدّم” –
وشدّد على أن “حزب العمال الكردستاني قد تخلى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب”، وأنه “في المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم”.
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ثقته بعملية إلقاء السلاح.
وقال أمام اعضاء في حزبه الحاكم الاربعاء “ندخل مرحلة جديدة سنتلقى فيها اخبارا إيجابية في الأيام المقبلة. نأمل أن تنتهي هذه العملية بنجاح في اسرع وقت، من دون أي حوادث او محاولات تخريب”.
لجأ معظم مقاتلي الحزب في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم.
وقال مصدر أمني عراقي لوكالة فرانس برس إن عملية نزع السلاح “يُتوقّع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكّل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا”.
قدّم حزب المساواة وديموقراطية الشعوب، هو ثالث أكبر فصيل سياسي في تركيا مقترحا يقضي بتشكيل لجنة متابعة برلمانية بعد أن اضطلع بدور رئيسي في الوساطة بين أنقرة وأوجلان الذي يقضي عقوبة بالحبس مدى الحياة منذ 1999.
وقال الحزب لوكالة فرانس برس إن اللجنة ستتشكل على الأرجح بحلول منتصف تموز/يوليو.
واعتبر أوجلان في اجتماع مع وفد من الحزب في إيمرالي الأحد، أن هذه اللجنة “ستؤدي دورا رئيسيا” على صعيد عملية السلام.
وفي اليوم التالي، اجتمع الوفد برجب طيب إردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم كالين لأكثر من ساعة، وذلك للتباحث في الخطوات التالية.
الثلاثاء، زار كالين العاصمة العراقية بغداد حيث اجتمع بمسؤولين كبار للبحث في الجوانب اللوجستية لعملية نزع السلاح، على ما أفاد مسؤول عراقي وكالة فرانس برس.
وقال إردوغان السبت للصحافيين في طريق عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان إنّ جهود السلام مع الأكراد “ستتسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية بتنفيذ قرارها بإلقاء السلاح”.
ويأمل الأكراد في تركيا أن يمهّد قرار الحزب الطريق أمام تسوية سياسية مع أنقرة، تفتح الباب أمام انفتاح جديد تجاه هذه الأقلية التي تُشكل نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.