فتاة سحلول -حرية برس
تشهد مناطق واسعة من سوريا موجة حرّ غير مسبوقة، مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 42 درجة مئوية في بعض المحافظات، الأمر الذي يرفع من خطر الإصابة بالجفاف والإرهاق الحراري، ويضع الجسم تحت ضغط كبير، خاصةً لدى الأطفال وكبار السن.
وتعليقًا على موجة الحر، قالت أخصائية التغذية الدكتورة آلاء أتاسي في تصريح لـ “حرية برس”:”أن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل يستهلك سوائل الجسم بسرعة، لذلك من الضروري أن نُغيّر عاداتنا الغذائية اليومية ونركز على تعويض ما نخسره من ماء وأملاح، لتفادي الجفاف أو الضربات الحرارية.
“وأكدت “أتاسي” أن الخطوة الأولى والأهم هي شرب كميات كافية من الماء، موضحةً أن “الشخص البالغ يجب أن يشرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا، موزعة على فترات، مع زيادة الكمية حسب النشاط البدني والتعرض للشمس”.
وأضافت: “لا يجب الانتظار حتى نشعر بالعطش، فالشعور بالعطش يعني أن الجسم بدأ يعاني من نقص في السوائل الأفضل هو شرب الماء كل ساعة حتى لو بكميات قليلة”.
ونبّهت الأخصائية من بعض الممارسات الغذائية الشائعة في فصل الصيف، قائلة:”الابتعاد عن المقالي، والوجبات الثقيلة، والموالح أمر ضروري، لأن هذه الأطعمة تجهد الجهاز الهضمي وتزيد من الشعور بالعطش كذلك المشروبات الغازية والمحتوية على الكافيين تُسرّع من فقدان السوائل.
“وشددت على أهمية تناول الخضار والفواكه الطازجة الغنية بالماء، مثل البطيخ، والخيار، والخس، والبرتقال، مشيرة إلى أنها “تُرطب الجسم وتزوده بالفيتامينات والألياف، ويمكن اعتمادها كوجبة خفيفة بين الوجبات الأساسية”.
وفيما يتعلق بكبار السن والأطفال، حذرت الدكتورة آلاء من إهمال متابعة حالتهم المائية، مضيفةً:”الأطفال وكبار السن هم الفئة الأضعف أمام الجفاف، يجب مراقبة كمية السوائل التي يتناولونها وتشجيعهم على الشرب حتى دون أن يطلبوا.
“واختتمت الأخصائية حديثها بالتأكيد على أن “التغذية الواعية في الطقس الحار هي مفتاح الوقاية من كثير من الأعراض الصحية الخطيرة، وأن التكيّف مع الظروف المناخية يبدأ من المطبخ وعاداتنا اليومية”.
في ظل موجات الحر المتكررة التي باتت تضرب سوريا عامًا بعد عام، لم يعد الالتزام بالعادات الغذائية الصحية خيارًا، بل ضرورة لحماية أجسامنا من الإنهاك والمضاعفات،التغذية ليست فقط وسيلة للعيش، بل أداة للحفاظ على التوازن والوقاية،فشرب الماء، والاختيار الذكي لما نأكله، يمكن أن يكونا فرقًا بين الإرهاق والسلامة وفي هذا الصيف الحارق، دعونا نمنح أجسادنا ما تستحقه من رعاية واهتمام.