إسطنبول – وكالات – حرية برس:
أشارت نتائج جزئية إلى تحقيق المعارضة التركية مكاسب كبيرة غير مسبوقة في الانتخابات المحلية التي جرت على مستوى البلاد، في خطوة قد تؤدي إلى تعزيز جهودها لإعادة تأكيد نفسها بصفتها قوة سياسية، وتكسر احتكار حزب العدالة والتنمية للانتخابات منذ عام 2002.
فقد أظهرت نتائج أولية تقدم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على منافسه من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المحلية التي أجريت اليوم الأحد (31 آذار/مارس 2024).
وفي ضربة أخرى لأردوغان، أعلن رئيس بلدية أنقرة الحالي منصور يافاش فوزه على منافسه من حزب العدالة والتنمية بعد أقل من ثلاث ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد. وينظر المحللون إلى الانتخابات البلدية التي أجريت في أنحاء تركيا على أنها مقياس لدعم أردوغان وقوة المعارضة.
ونظم أردوغان، الذي يقود تركيا منذ أكثر من عقدين، حملات انتخابية قوية دعما لحزبه من أجل استعادة السيطرة على إسطنبول من منافسه إمام أوغلو، رئيس البلدية الحالي والمنافس الرئاسي المحتمل في المستقبل.
وأقر الرئيس أردوغان، بأن نتائج الانتخابات البلدية التي جرت الأحد شكلت «نقطة تحول» لحزبه، لكنه وعد «باحترام قرار الأمة”.
وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم: «للأسف، لم نحصل على النتائج التي أردناها».
وقال إمام أوغلو “بناء على البيانات التي جمعناها، أستطيع أن أقول إن التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”. وأضاف “الصورة الحالية تسعدنا كثيرا”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل معارض في تركيا، أوزغور أوزيل مساء الأحد أن “الناخبين اختاروا تغيير وجه تركيا” بعد 22 عاماً من هيمنة حزب العدالة والتنمية المحافظ.
إلى جانب إزمير (غرب)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوب) حيث بدأ أنصار المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول.
كما تراجع حزب العدالة والتنمية في المدن التي تعد معقله، حيث تفوق مرشح المعارضة في ولاية بورصة مصطفى بوزبي بحصوله على 47 بالمائة من الأصوات أمام مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس البلدية الحالي علي نور أقطاش، الذي حصل على 39 بالمائة من الأصوات بعد فرز 30 بالمائة منها.
وفي عموم تركيا، حقق حزب الشعب الجمهوري قرابة 40 بالمائة من الأصوات مقابل تحقيق حزب العدالة والتنمية 37.5 بالمائة من الأصوات، بعد فرز 30 بالمائة منها، وحل ثالثاً حزب ديم الكردي برصيد 5.6 بالمائة، والرفاه من جديد 4.5 بالمائة، وتراجع حزب الحركة القومية إلى 3.18 بالمائة، والحزب الجيد حصد 3.17 بالمائة.
ومن بين الأمور التي لا تعمل في صالح أردوغان زيادة التأييد لحزب الرفاه الجديد الإسلامي بسبب موقفه المناهض بشدة للاحتلال الإسرائيلي بخصوص الحرب على غزة وعدم الرضا عن أسلوب تعامل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية مع الاقتصاد.
عذراً التعليقات مغلقة