بلغ وزراء خارجية الدول العربية نظام الأسد مسودة قرار اجتماعهم في القاهرة غدا الأحد للبت في موضوع عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
وسيقرر الوزراء العرب استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من الغد حسبما نقلت “المجلة”.
ونصت المسودة على التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج لحل الأزمة السورية وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة حسب القرارات الدولية.
وتشير وثيقة سربتها “المجلة” إلى أن الحكومة الأردنية أعدت الورقة في العام 2021 “بعد خيبات من خطوات التطبيع إزاء ملفي المخدرات والنفوذ الإيراني، وتضمنت تصوراً للحل في سوريا، وجرت مناقشتها في اجتماعات منفصلة مع الرئيسين الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين”.
وأكدت الوثيقة أن “الجميع متفقون على عدم وجود نهاية عسكرية للأزمة، وتغير النظام ليس هدفاً فعالاً، والهدف المعلن هو إيجاد حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن 2254″، مضيفة أنه “مع ذلك، لا يوجد تقدم ملموس على هذا المسار، فيما يؤدي الوضع الراهن إلى مزيد من المعاناة للشعب السوري وتقوية الخصوم”.
أما مقاربة “خطوة مقابل خطوة”، فتشير الوثيقة إلى 6 مواضيع، يتعين على النظام السوري القيام بخطوات بشأنها، فيما تعرض المبادرة الأردنية مكاسب يستفيد منها النظام ضمن إطار هذه المواضيع.
واشتمل المقاربة على ضرورة “خلق بيئة مناسبة لعودة آمنة للنازحين واللاجئين”، ووفق هذا البند، يلتزم النظام السوري بـ “منح المفوضية الأممية حق الوصول الكامل في المناطق المعنية، بما في ذلك ضمان عدم اضطهاد العائدين، وخلق بيئة هادئة ومحايدة لتسهيل العودة الطوعية والآمنة إلى مسقط رأسهم، بما فيهم القاطنون في مخيم الركبان، عبر عملية تدريجية ومنهجية تحت إشراف المفوضية”.
كما يلتزم النظام السوري بـ “المصالحة مع المعارضة، ومختلف مكونات المجتمع السوري، ويعتمد إصلاحات هيكلية لضمان الحكم الرشيد، وضمان المحاسبة ووقف الاضطهاد والتحقيق في التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان”.
وتبلغ وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، مضمون عناصر مسودة القرار باتصالات من وزراء خارجية عرب الذين أجروا سلسلة اجتماعات في الأسابيع الأخيرة لتنسيق المواقف وصولا إلى توفر إجماعي داخل الجامعة العربية.
وكان مصدر دبلوماسي قال في وقت سابق إن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، السبت، شهد تأييدا واسعا لعودة النظام السوري إلى الجامعة، بعد مضي أكثر من 11 عاما على تعليق عضويته.
وقال المصدر في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي إن قرار عودة سوريا لشغل مقعدها الشاغر في الجامعة العربية موكول إلى وزراء الخارجية العرب، الذين سيجتمعون في دورتين طارئتين لمجلس الجامعة في مقرها غدا الأحد، لبحث التطورات الجارية في السودان وسوريا.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تشدد فيه الدول العربية على أهمية الحفاظ على الهدنة المعلنة في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وحل النزاع بين الجانبين سلميا.
عذراً التعليقات مغلقة