حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إيران من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قوية لحماية الأمريكيين، في الوقت توعد فيه متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اليوم السبت برد سريع على الهجمات على القواعد المرتبطة بإيران في سوريا، وذلك بعد ارتفاع عدد قتلى الضربات الجوية الأمريكية على منشآت لمليشيات متحالفة مع إيران في شرق سوريا إلى 19، في واحدة من أدمى المواجهات بين الولايات المتحدة والمليشيات المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية منذ سنوات.
وخلال زيارة إلى كندا يوم الجمعة، قال بايدن إن واشنطن لا تسعى إلى “صراع مع إيران” لكنه وجه أيضا تحذيرا مباشرا لطهران “كونوا مستعدين لتحركنا بقوة لحماية مواطنينا”.
وفي أعقاب الضربات الأمريكية، استهدفت المليشيات المدعومة من إيران قاعدة القرية الخضراء العسكرية في شمال شرق سوريا بـ10 صواريخ، وأفاد البنتاغون بأن هذه الهجمات لم تسفر عن أي إصابات. وقال بايدن إن الولايات المتحدة سوف “تواصل جهودها لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة”.
وفي الأثناء، نقلت وكالة نور نيوز شبه الرسمية عن المتحدث كيفان خسروي قوله: “أي ذريعة لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناء على طلب الحكومة السورية للتصدي للإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد ستقابل برد مضاد فورًا”.
ونفذت الولايات المتحدة الضربات في شرق سوريا ردًا على هجوم بطائرة مسيرة يوم الخميس أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي وإصابة آخر وخمسة جنود. وقالت واشنطن إن الهجوم أصله إيراني.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنّه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن “لقوات القيادة المركزية الأمريكية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأفادت مصادر محلية بأن الضربات الانتقامية، التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفتها بأنها منشآت في سوريا تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، أسفرت عن مقتل 19 شخصًا في المجمل، وأن الغارات الجوية أودت بحياة ثلاثة من القوات السورية و11 مقاتلًا سوريًا من المليشيات المسلحة المتحالفة مع نظام الأسد وخمسة مقاتلين غير سوريين.
وأدت الاشتباكات الأولى إلى سلسلة من الضربات المتبادلة. وقال مسؤولون إن أمريكيًا آخر في الخدمة أصيب. وذكرت مصادر محلية أن قذائف مما يُشتبه بأنها من صاروخ أمريكي ضربت مزيدًا من المواقع في شرق سوريا. وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الجمعة إيران من أن الولايات المتحدة “ستتصرف بقوة” لحماية الأمريكيين.
وإيران داعم رئيسي لبشار الأسد منذ بدء الصراع السوري قبل 12 عامًا. وتقول إيران إن قواتها والمقاتلين المتحالفين معها موجودون في سوريا بناء على طلب دمشق وتعتبر القوات الأمريكية “محتلة”.
وتسيطر الجماعات المسلحة التي تحارب بالوكالة عن إيران، ومن بينها جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات عراقية موالية لإيران، على مساحات شاسعة من شرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي أحياء حول العاصمة.
ودفع النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا إسرائيل إلى شن ضربات جوية بشكل منتظم لكن الغارات الجوية الأمريكية أكثر ندرة. وأثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن برنامج إيران للطائرات المسيرة.
عذراً التعليقات مغلقة