توفيت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني عن عمر ناهز 65 عاماً في العاصمة الفرنسية الخميس بعد صراع مع مرض السرطان استمر سنوات، وفق ما أفادت شقيقتها لوكالة فرانس برس.
وقالت الصحافية في جريدة ليبراسيون الفرنسية هالا قضماني إنّ شقيقتها توفيت في مستشفى في باريس بعد صراع مع المرض.
وقضماني، الباحثة وأستاذة العلاقات الدولية في جامعة باريس، كانت من أبرز وجوه المعارضة منذ اندلاع النزاع الذي بدأ منتصف مارس 2011 باحتجاجات سلمية ضد النظام، سرعان ما تحوّلت إلى نزاع مدمّر بعد قمعها من قبل نظام الأسد بالقوة.
وشاركت في أغسطس من العام ذاته في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، ثم انضوت في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج.
وكانت مراراً في عداد الوفد المفاوض الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع ممثلين عن نظام الأسد بإشراف الأمم المتحدة في جنيف.
انطلقت في جنيف عام 2019 لإجراء محادثات حول الدستور السوري. وُعرفت قضماني بهدوئها ودبلوماسيتها ونضالها من أجل الحرية والديموقراطية.
وخلال سنوات النزاع وانخراطها في المعارضة السياسية، حلّت ضيفة دائمة في تقارير وسائل إعلام أجنبية، خصوصاً الناطقة بالفرنسية. وشاركت في ندوات ومحاضرات نظمتها مؤسسات أكاديمية ومنتديات سياسية عربية وأجنبية.
ونعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الراحلة الدكتورة بسمة قضماني في بيان له اليوم، واصفاً إياها بأنها “مثالاً للمرأة السورية المناضلة من أجل حقوق السوريين، وساهمت في الكثير من الكتب والمقالات، كما انخرطت في الثورة بمشاركتها في تأسيس المجلس الوطني السوري، تبعها مشاركتها في العديد من مؤسسات الثورة وأنشطتها.. كما تتحلى الراحلة بخبرات طويلة كأكاديمية وعاملة في مجال أبحاث وتنمية الشرق الأوسط.
وتقدم الائتلاف الوطني بأحر التعازي لأهل وذوي الراحلة ومحبيها.
وفي كلمات تعزية مؤثرة، عبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة له عن حزنه بوفاة بسمة قضماني، وأشاد بها وبشجاعتها.
وأضاف الرئيس الفرنسي: “أشيد بها وأفكر في عائلتها وكذلك العديد من أصدقائها وطلابها ورفاقها في الكفاح من أجل الديمقراطية. سورية حرة وشجاعة، نفتقد صوتها بالفعل”.
وكتب نديم حوري، المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح، وهي مؤسسة بحثية تعمل من أجل التغيير الديموقراطي أسستها قضماني عام 2005، على صفحته على فيسبوك “كانت بسمة مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة من أجل سوريا، بلدها الحبيب، والمنطقة العربية ككلّ والتي كانت تطمح أن تراها حرة ومزدهرة”.
وأضاف “سنفتقد بسمة كثيراً وسنفكر في طرق لتكريم إرثها الغني” موضحاً إنها “تترك فراغا سيكون من المستحيل ملؤه”. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى أصدقاؤها وعارفوها الباحثة الرصينة والشجاعة.
وكتب المعارض جورج صبرا على فيسبوك “خسرت سوريا سيدة تليق بحمل اسمها. وفقدت دمشق شيئاً من كياستها ولباقتها وتحضرها. وخسرت الثورة السورية صوتاً صادحاً وعقلاً راجحاً”.
وأضاف “اتفقنا كثيراً واختلفنا كثيراً. وبقيت بسمة قضماني تنتزع احترام الجميع”.
وقضماني، وهي ابنة دبلوماسي سوري محنّك مولودة في دمشق في أبريل 1958 وأم لثلاثة أولاد، درّست العلاقات الدولية والاستراتيجية في جامعة السوربون خلال أكثر من خمسة عشر عاماً. ونشرت مقالات ومؤلفات وكتباً بينها كتاب بالفرنسية بعنوان “الشعب الفلسطيني في المنفى”، الذي خوّلها الحصول جائزة جمعية فرنسا- فلسطين عام 1998.
وحصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012 وعلى جائزة ريمون جوريس للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011 لدورها في تأسيس مبادرة الإصلاح العربي والمساهمة في دعم الديموقراطية في المجتمعات العربية.
Sorry Comments are closed