دخلت الأربعاء حيز التنفيذ زيادات في أسعار الوقود حددها نظام الأسد لمواجهة أزمة طاقة حادة تمر بها مناطق سيطرته، ما أثار الذعر بين المواطنين بشأن تداعياتها على قدرتهم الشرائية المتدهورة بالأساس.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، أن أسعار مشتقات النفط ارتفعت بين 15 بالمئة و22.5 بالمئة، ما زاد العبء على المواطنين الذين يعانون أساسا من تدهور كبير في قدرتهم الشرائية.
وأضافت المصادر، طلبت عدم نشر أسمائها، أن عدم توفر الوقود لدى نظام بشار الأسد بالرغم من زيادة أسعاره، انعش السوق السوداء (غير الرسمية) التي تزيد أسعارها عن الأسعار الرسمية بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
ومع اشتداد البرد فإن معظم العائلات في مناطق سيطرة النظام باتت غير قادرة على شراء مادة المازوت للتدفئة، كما بدأت أسعار وسائل نقل الركاب في الارتفاع لتلاحق الزيادة في أسعار الوقود، وفق المصادر.
ولا يبدو أن التداعيات ستقتصر على وسائل النقل، إذ عبَّرت المصادر عن قلقها من أن تشهد الأيام القادمة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار المواد الأساسية، مع ثبات الأجور عند معدل شهري يتراوح بين 20 و30 دولار أمريكي.
وأفادت وسائل إعلام مقربة من النظام بأن سعر البنزين أوكتان 90 ارتفع بنسبة 22.5 بالمئة ليصل إلى 4900 ليرة سورية، فيما زاد بنزين أوكتان 95 إلى 5300 ليرة، وارتفع سعر المازوت للفعاليات الصناعية بنسبة 20 بالمئة ليبلغ 3 آلاف ليرة.
وخلال شهر واحد، انخفض سعر الليرة مقابل الدولار من 5000 ليرة للدولار الواحد إلى 6100 ليرة.
ولمواجهة أزمة الوقود، أعلنت حكومة نظام الأسد خلال الأسبوعين عن عطل رسمية وإيقاف فعاليات رياضية.
وأدى خروج معظم حقول النفط من سيطرة النظام منذ نحو 8 سنوات واستخدام جزء كبير من المخزون من مشتقات النفط في العمليات العسكرية ضد معارضي النظام، إلى إفراغ مخزونات الوقود ما دفع النظام إلى الاعتماد على موردين خارجيين.
ومن الأسباب الخارجية للأزمة، وفق مراقبين، فشل تعويم نظام الأسد عربيا ودوليا، وانشغال حليفيه إيران بالملف النووي والاحتجاجات المتواصلة، وروسيا بالحرب في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
عذراً التعليقات مغلقة