قتل أب وأبنه بالتعذيب في سجن صيدنايا، بعد إجرائهما تسوية وعودتهما من مخيم الركبان إلى ريف حمص الشرقي قبل نحو عامين، برعاية من “الهلال الأحمر السوري” و”مركز المصالحة الروسي”، قبل أن تعتقلهما أجهزة أمن نظام الأسد.
وبحسب “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية”، عبر صفحته الرسمية في “فيسبوك”، أعلن المجلس يوم الاثنين، مقتل مؤيد العبيد وعبد العزيز العبيد تحت التعذيب في سجن صيدنايا.
وأوضح المجلس أن القتيلين وهما أب وابنه، ينحدران من مدينة القريتين شرق حمص، مؤكداً أن مؤيد وعبد العزيز أجريا تسوية عقب عودتهما من الركبان لمناطق سيطرة النظام خلال عام 2020، بعد تدهور الأحوال المعيشية في المخيم.
وأشار مصدر مقرّب من عائلة العبيد، في حديث لموقع “العربي الجديد”، إلى أن مؤيد العبيد البالغ من العمر 45 عاماً، وابنه عبد العزيز العبيد البالغ من العمر 26 عاماً، عادا من مخيم الركبان إلى مدينة القريتين بريف حمص الشرقي مسقط رأسيهما منتصف عام 2020، وذلك بعد إجراء تسوية لعوائل عدة من مخيم الركبان، برعاية الشرطة العسكرية الروسية، وبتنفيذ من “الهلال الأحمر السوري”.
وشدد المصدر على أن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت مؤيد وابنه عبد العزيز بعد نحو شهرين من عودتهما إلى مدينة القريتين، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، ومن ثم إلى سجن صيدنايا، ليصل يوم أمس الأحد خبر وفاتهما إلى ذويهم تحت التعذيب في السجن، دون تسليم ذويهم الجثتين.
وكان “العربي الجديد” قد حصل على معلومات في الـ 10 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تؤكد وفاة الشاب علي الشافعي تحت التعذيب في أقبية النظام السوري الأمنية، بعد اعتقاله من قبل قوات النظام قبل نحو سنة، من مخيم الركبان الواقع ضمن ما يُعرف بـ”منطقة الـ55″، شرقي محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
من جهته، قال رئيس “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية”، ماهر العلي، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “28 عائلة بتعداد أكثر من 120 شخصاً غادروا مخيم الركبان خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بسبب سوء الأحوال المعيشية في مخيم الركبان بشكل خاص، ومنطقة الـ 55 بشكل عام”، مشدداً على أن “جميع العوائل غادروا إلى مناطق سيطرة النظام”.
وأشار العلي إلى أنه “يجب على الأمم المتحدة الدخول إلى مخيم الركبان لتقييم الاحتياجات وتقديم المساعدات لقاطني المخيم، أبرزها الطبية والغذائية والتعليمية، ونطالب أيضاً الجانب الأردني بفتح نقطة طبية على الشريط الحدودي بالقرب من منطقة الـ 55″، موصياً “الأمم المتحدة بتوثيق حالات الاعتقال والقتل تحت التعذيب للعائدين من مخيم الركبان إلى مناطق النظام بضمانات روسية، أو من قبل الهلال الأحمر السوري”.
وكان المهندس محمد محمود الزيتون الثريا، البالغ من العمر 60 عاماً، وهو نازح من أهالي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، قد قضى في نهاية مارس/ آذار العام الجاري، داخل سجن فرع الأمن السياسي التابع للنظام السوري بمدينة حمص، وذلك بعد اعتقاله من قبل أجهزة النظام الأمنية بفترة قصيرة، لا سيما أن الثريا عاد من مخيم “الركبان” أواخر عام 2017 إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان المخيم من نقص غذاء ودواء، وفقدان المخيم أبسط مقومات الحياة.
عذراً التعليقات مغلقة