كشفت دراسات أعدت بالتعاون بين المكتب المركزي للإحصاء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن عدد هائل للفقراء في سورية مقارنة مع ما كان ينشر سابقاً. وفجرت الدراسة المذكورة مفاجأة كبرى، تستحق الوقوف عندها كثيراً، وأشاعت تخوفاً مشروعاً من تنامي معدلات الفقر. فقد أكدت الدراسة أن 90% من عدد السكان في سورية فقراء، وهذا يعني أنه يوجد لدينا 20 مليون فقير من بينهم أكثر من 10 مليون مواطن لا يستطيعون الحصول على الحاجات الأساسية من الغذاء وغيره، أي أنهم يعيشون تحت خط الفقر.
وقد دفع الفقر العديد من السوريين إلى السرقة والرشوة وغيرها من الأعمال غير القانونية، وقد وصل الحال إلى أحد أكثر الأماكن حراسة وتشديد مثل مطار دمشق الدولي، حيث اشتكى مسافرون على متن الخطوط الجوية السورية من فقدان أمتعتهم وحقائبهم في مطار دمشق الدولي، وإبلاغهم بذلك بعد وصولهم إلى العاصمة المصرية. ونقل أمين سر اتحاد الصحفيين لدى حكومة النظام يونس خلف، أن أحد المسافرين استوقفه في مطار القاهرة، وقال له: “لقد وصلنا عبر السورية للطيران من دمشق معكم في نفس الرحلة. ولم نجد حقائبنا والآن أعلمونا أن الحقائب بقيت في مطار دمشق.
وبالفعل بعد المتابعة والسؤال تبين أن أكثر من 80 حقيبة بقيت في المطار دون علم أصحابها”. وتساءل خلف في منشور عبر “فيسبوك”: “إلى متى تبقى شماعة الظروف الصعبة تبرر تقصيرنا حتى في الأشياء التي تسيء لسمعة الشركات والمؤسسات الوطنية، وبالتالي تسيء لسمعة سوريا؟”.
وفي ظل أوضاع معيشية كارثية، تشهد المحافظات السورية، سرقات بالجملة طالت العديد من المحال التجارية ومستودعات، على سبيل المثال شهدت مدينة حلب 8 سرقات في يوم واحد طالت العديد من المحال التجارية ومخازن بيع الجملة في أماكن متفرقة. والجدير ذكره أن مثل هذه الحوادث لم تكن موجودة قبل عدة سنوات. بالإضافة إلى ظاهرة النشل التي تنتشر بشكل واسع في العاصمة دمشق.
فقد كشف محمد أديب مهايني وهو المحامي العام الأول في دمشق، أنه تم تسجيل نحو 14800 شكوى لجوالات مسروقة خلال العام الحالي. وبرر مسؤولون في حكومة النظام، ارتفاع نسبة السرقات في العاصمة دمشق إلى حالة الازدحام، في حين يرى خبراء أن السبب هو حالة الفقر والأزمات المعيشية والمسؤولة عن ذلك هي حكومة الأسد.
ويختم الخبراء، السرقة والسطو باتت ظاهرة اجتماعية خطيرة تفشت خلال العام الحالي والعام الماضي خاصة مع حالة الفقر والفاقة التي أصابت حتى العائلات الميسورة والمسؤول الأول والأخير هو نظام الأسد الذي قاد البلاد إلى ماهي عليه.
إن الفقر في سوريه ليس مفروضاً عليها، ولا هو مؤامرة خارجية محاكة بتدبير ، بل مؤامرة من الداخل من النظام الأسدي نفسه فبعد أربعين عاماً من النهج الاشتراكي التقدمي القومي ، و العدل الاجتماعي المزعوم نفاجأ بظهور حالات من الفقر تصل الى نسبة كبيرة ، حتى أن وزير الاقتصاد السوري السابق عبد الله الدردري يقول ، ان (10%) من الشعب السوري يمتلك (45%) من الدخل القومي، وهذا يدل أن النظام الأسدي متورط في سرقة الدخل القومي وافقار الشعب السوري
Sorry Comments are closed