أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض الإغلاق الشامل على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، استعدادا لأيام الأعياد اليهودية، في وقت تتجه فيه الأوضاع الميدانية للتصعيد، مع خطط لجماعات استيطانية متطرفة، لتنفيذ هجمات جديدة ضد المسجد الأقصى، تشمل أداء “طقوس تلمودية”، وإدخال القرابين في الأعياد.
ويحول الإغلاق الذي فرضته سلطات الاحتلال دون مرور أي من الفلسطينيين، باستثناء الحالات الإنسانية الصعبة، من خلال الحواجز الإسرائيلية، بالتزامن مع بدء تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة، بعد رفع درجة التأهب في صفوف قوات جيش الاحتلال والشرطة إلى الدرجة القصوى.
وانتشر الآلاف من عناصر الأمن الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في البلدة القديمة قرب بوابات المسجد الأقصى، كما انتشر هؤلاء قرب المناطق الحدودية وفي المدن المختلطة، كما طالت القرارات المناطق الحدودية القريبة من قطاع غزة، خاصة بعد أن كانت قوات الاحتلال قد أجرت خلال الأيام الماضية تدريبات عسكرية جديدة، للتعامل مع أي طارئ قد يحدث بسبب سخونة الأحداث.
وتهدف سلطات الاحتلال من وراء تلك الخطة إلى منع تصاعد الأمور الميدانية، خاصة أن الفلسطينيين أوصلوا رسائل بعدم السكوت على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والتي تنذر بانفجار جديد للأوضاع.
وضمن الخطة الإسرائيلية العسكرية، أرسل جيش الاحتلال كتيبة من لواء جولاني إلى شمال الضفة، وأخرى إلى منطقة الجنوب “الخليل”، والتي تخشى دولة الاحتلال أن تدخل على خط المواجهة، إضافة إلى 25 كتيبة أخرى تعمل في باقي المناطق.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن حالة الاحتقان والتوتر في الأراضي الفلسطينية، ستتواصل في الأسابيع المقبلة إلى ما بعد فترة الأعياد اليهودية التي تكون مصحوبة بتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وستستمر حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر المقبل.
مبادرات لحماية الأقصى
وسعيا للتصدي للهجمات المنتظرة، تواصلت الدعوات التي أطلقتها جهات مقدسية ومؤسسات دينية فلسطينية، وأخرى في مناطق الـ 48 لاستمرار الحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك، خاصة خلال فترة الأعياد اليهودية.
وبدأ الفلسطينيون بالتغريد على وسم «# نحمي الأقصى»، للمساهمة في إيصال رسالة دعوات المرابطة وتكثيف التواجد والحشد للتصدي للمستوطنين، ولاقى الوسم رواجا خلال الساعات الـ 24 الماضية. وكتب عزات جمال على تويتر “ماذا فعلنا لنحمي الأقصى”، ووضع صورة لاقتحامات المستوطنين، وكتب عليها: “يومان متبقيان على طوفان الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى”.
أما المرابطة المعروفة هنادي حلواني فكتبت على موقع “فيسبوك” تدوينة جاء فيها: “نصرة المسجد الأقصى ليست خيارًا، هي فرض عين على كل فرد، فمن عجز عن الرباط فليدفع عنه بقلمه، فمن عجز فبالدعاء”.
ودعا ملتقى علماء الأمة أهالي مناطق الـ 48، وكافة سكان فلسطين، بالتحرك بما يستطيعون من جهد للوصول إلى المسجد الأقصى، وطالب، في بيان له، بمشاركة 45 مؤسسة علمائية من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، بتخفيف العبء على المقدسيين بمشاغلة المحتلين والاشتباك معهم أينما تواجدوا “ليعلم المحتل أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن الدفاع عنه واجب عيني على كل مسلم قادر، وأن أرواحنا وأموالنا وأوقاتنا فداء له”.
كما دعا المسلمين في كل مكان، بالتحرك لمطالبة حكوماتهم بالتحرك السياسي والديبلوماسي الفوري لصد هذه المخاطر بشتى السبل الممكنة، ودعوتهم إلى نبذ كل علاقة قائمة أو محتملة مع الاحتلال الذي يهدد المقدسات، وكذلك طالبهم بتجريم التطبيع مع الاحتلال.
وأكدت مؤسسة القدس الدولية على ضرورة التصدي للمستوطنين وإفشال مخططاتهم، وقالت إن “أداء الطقوس غير الإسلامية في الأقصى هو عدوان وجودي يستحق أن يواجه بكل أشكال المقاومة الممكنة”، وأكدت أن الأقصى بكامل مساحته “إسلامي خالص لا يقبل القسمة ولا المشاركة”، مشددة على أن إدارته وصيانته وإعماره بما في ذلك أسواره الخارجية: “يجب أن تبقى لهيئة إسلامية حرة الإرادة، هي اليوم الأوقاف الإسلامية في القدس”.
وكان وزير شؤون القدس فادي الهدمي، قال إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم انتخاباتها وأعيادها “غطاء للتصعيد ضد المقدسيين والمقدسات والهوية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة”، وأضاف “توظيف الأعياد اليهودية من أجل المزيد من الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية هو محاولة مكشوفة لشطب الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى”، لافتا إلى أن المدينة المحتلة تشهد واحدة من أبشع الدعايات الانتخابية، وقال: “تحول طرد المقدسيين من مدينتهم وانتهاك حرمة المقدسات وحتى القبور وسيلة لاستقطاب أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف”.
ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات الهيكل خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري، بـما يسمى “رأس السنة العبرية”، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى المبارك، ويوم الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى “عيد الغفران” العبري، ويشمل محاكاة طقوس “قربان الغفران” في الأقصى، وستشهد الأيام من الاثنين 10-10 وحتى الاثنين 17-10-2022 ما يسمى “عيد العُرُش” التوراتي، حيث يحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.
Sorry Comments are closed