انتقد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، “عجز” المجتمع الدولي في سوريا و”الاحتلال الاستيطاني” الإسرائيلي في فلسطين.
وقال آل ثاني، في خطابه أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: إن “المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا”.
وتابع أمير قطر: “وإمعانا في الخذلان أصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل، ويتجاهل التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب المنكوب دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا والسلم والاستقرار فيها”.
وشدد على أنه “لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي في ما يسمى اللجنة الدستورية تحت رعايتها”.
كما انتقد الشيخ تميم غياب الرؤية الدولية لحل القضية السورية، وقال: “تقدم القضية السورية درساً مهماً بشأن عواقب غياب الرؤية البعيدة المدى لدى قوى المجتمع الدولي الفاعلة حين يتعلق الأمر بمعالجة معاناة الشعوب من الطغيان اللامحدود والفقر المدقع والحروب الأهلية قبل أن تصبح ظواهر مرافقة لها مثل اللجوء هي المشكلة التي تحتاج إلى حل.
وأضاف أمير قطر: “نحن نقدّر عالياً دور الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، ولكن لا يسعنا إلا أن نذكّر أن علينا الالتفات إلى جذور القضايا قبل أن تطرق آثارها أبواب بلادنا.
وفي مارس/ آذار 2011 اندلعت في سوريا احتجاجات شعبية مناهضة لرئيس النظام بشار الأسد دعت إلى تداول سلمي للسلطة، لكنه بدأ قمعها عسكريا ما زج بالبلاد في حرب مدمرة.
وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد أمير قطر أن مندوبي الدول الحاضرين لا يحتاجون إلى التذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حل، وتابع: “في ظل عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومع التغير المتواصل للوقائع على الأرض أصبح الاحتلال الاستيطاني (الإسرائيلي) يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع وكذلك شكل التضامن العالمي مستقبلا”.
وأردف: “أجدد التأكيد على تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق في تطلعه للعدالة”.
وكرر التأكيد على ضرورة “تحمل مجلس الأمن لمسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
** أزمتا ليبيا واليمن
وحول الأزمة الليبية، دعا آل ثاني إلى “اتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة”.
وأضاف أن “الجميع بات يدرك أنه لا يمكن استعادة الدولة دون توحيد القوى العسكرية وإعادة تأهيل الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد، ونبذ من يرفض هذا الحل ومحاسبته”.
وبالنسبة لليمن، قال آل ثاني: “نرى بصيص أمل في توافق الأطراف على هدنة مؤقتة، ونتطلّع إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تمهيدا للتفاوض بين الأطراف اليمنية على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
** الملف النووي الإيراني
وفيما يخص إيران، قال آل ثاني: “في قطر نؤمن بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي وحق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية”.
وتابع قائلا: “ليس لدى أحد بديل عن مثل هذا الاتفاق، وسيكون التوصل إليه في صالح أمن واستقرار المنطقة وسيفتح الباب لحوار أوسع على مستوى الأمن الإقليمي”.
** الحرب الروسية الأوكرانية
وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، قال آل ثاني: “ندرك تماما تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له”.
واستدرك: “ومع ذلك ندعو إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع. فهذا ما سينتهي إليه الأمر على كل حال مهما استمرت الحرب (المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي)”.
وشدد على أن دوام الحرب “لن يغير هذه النتيجة، بل سيزيد من عدد الضحايا، كما يضاعف آثارها الوخيمة على أوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي عموما”.
عذراً التعليقات مغلقة