تدفق مشيعون على شوارع طهران، الخميس، لحضور جنازات عدد من الضباط الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم في سوريا، ما يعد شاهدا على الكلفة البشرية لانخراط إيران في الصراع في سوريا واستعراضا علنيا للحماسة القومية مع استئناف المحادثات النووية في فيينا.
واكتشف رفات عناصر الحرس الثوري الإيراني مؤخرا في قرية خان طومان الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الجنوب من حلب أكبر مدن سوريا والتي كانت لسنوات الجبهة الأهم في الحرب.
وكشف الحرس الثوري عن هويات عناصره الخمسة، إلا أنه لم يسهب في التفاصيل عن مقتلهم باستثناء الجنرال عبد الله إسكندري الذي أصبح يعرف باسم “الجنرال مقطوع الرأس” بعد اعتقاله وذبحه على أيدي معارضين سوريين في مايو 2014.
وجرت استعادة الرفات بعد عملية طويلة وتحليل الحمض النووي (دي إن إيه).
وكانت إيران زادت مؤخرا من اعترافها بسقوط ضحايا منذ تدخلها لإنقاذ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، في وجود بري تزامن مع الحملة الجوية الروسية وساعد الأسد على استعادة السيطرة على معظم أنحاء البلاد.
وشهدت خان طومان المنطقة التي سقط فيها الإيرانيون الخمسة، معارك في مايو/ أيار 2016، انتهت بسيطرة فصائل المعارضة على البلدة، حتى عام 2020 عندما شنت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية عملية عسكرية وتمكنت من السيطرة عليها.
ومنذ ذلك الحين تعلن طهران مراراً استعادة جثث لمقاتليها، كان آخرهم المقاتلين الخمسة الحاليين، وهم:
عبد الله اسكندري
يعد من أرفع الضباط في “الحرس الثوري”، الذين قتلوا في 2014 خلال معارك بين قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وبين فصائل “الجيش الحر” وهو أحد قادة “الحرس الثوري” وخاض الحرب الإيرانية- العراقية في تسعينات القرن الماضي، وتسلم قيادة عدة أولوية في الحرس.
وبعد اندلاع الثورة السورية ومساندة إيران لنظام الأسد بعناصر وقياديين، وصل اسكندري، الذي كان يتسلم رئاسة مؤسسة “الشهيد” في محافظة فارس جنوبي إيران إلى سورية في 2014.
وخلال معارك مورك بريف حماة، ألقي القبض على اسكندري في 29 من مايو/ أيار 2014، داخل كتيبة الدبابات، قبل أن ينتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، تظهر قطع أحد المقاتلين لرأسه.
رحيم كابلي
انضم إلى الحرس الثوري الإيراني، وشارك في الحرب العراقية- الإيرانية.
وخدم بعد ذلك في “منظمة الثورة” التابعة لـ”لحرس الثوري” قبل أن يتقاعد لاحقاً.
وبعد دعم إيران لقوات الأسد، انضم كابلي إلى القتال وسافر إلى سورية
قتل في مايو/ أيار 2016، خلال معارك خان طومان إلى جانب 12 قيادياً وعنصراً من “الحرس الثوري”.
محمد أمين كريميان
انضم إلى القتال في سورية في صفوف لواء “فاطميون” التابع لـ”الحرس الثوري”، وذهب إلى سورية مرتين.
قتل خلال معارك خان طومان في ريف حلب، بعد إصابته من قبل قناص برصاصتين في ساقه وصدره، ويعتبر أصغر معمم يقتل في سورية إذ كان يبلغ من العمر 22 عاماً.
مصطفى تاش موسى
شارك في الحرب العراقية- الإيرانية، وأصيب خلالها بيده ورجله اليسرى جراء قنبلة يدوية، ما أدى إلى منحه رتبة محارب قديم.
وبعد اندلاع الحرب في سورية انضم موسى إلى معسكر لنقل المقاتلين في طهران، ونقل إلى حلب في 2014، وبعد 14 يوماً من وصوله قتل في معارك خان طومان بريف حلب.
عباس آسمية
انضم إلى “الحرس الثوري” في قسم الوحدة الجو-فضائية، وكان مهتماً بالعلوم الإسلامية.
بعد اندلاع الثورة السورية غادر إلى سورية في مهمة لمدة 25 يوماً
كان يعتقد أن الهدف الأساسي لقتال إيران في سورية لمنع وصول من وصفهم “الأعداء” إلى طهران، حسب ما تروي والدته.
غادر إلى سورية في 2014 وبعد خمسة أيام من وصوله إلى جبه خان طومان بريف حلب، قتل إلى جانب 13 آخرين.
Sorry Comments are closed