وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان رغم التحذيرات الصينية القوية من تبعات ذلك حيث حذرت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينغ خلال إحاطة إعلامية دورية إن “الجانب الأمريكي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية”.
وحلت نانسي بيلوسي مساء الثلاثاء بتايوان بعد أيام من تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشأن ترجيح زيارتها تايبيه.
وأظهرت صور مباشرة بيلوسي (82 عاما)، المسافرة على متن طائرة عسكرية أمريكية، تصل إلى مطار سونغشان في تايبيه، فيما يستقبلها وزير الخارجية التايواني جوزيف وو.
وكان التلفزيون الرسمي الصيني قد أفاد مساء الثلاثاء بأن مقاتلات صينية عبرت مضيق تايوان، قبل وقت قصير من وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة.
وأفادت قناة “سي جي تي إن” CGTN التلفزيونية الرسمية أن “مقاتلات صينية من طراز سو35 تعبر مضيق تايوان”، من دون الكشف عن تفاصيل أخرى. في حين ذكرت تايوان أن أكثر من 20 طائرة عسكرية صينية دخلت المجال الجوي لتايوان يوم زيارة بيلوسي .
الصين تستنكر تصرفات واشنطن “الخطيرة للغاية”
نددت الصين الثلاثاء بالتصرفات الأمريكية “الخطيرة جدا” في تايوان بعد وصول بيلوسي إلى الجزيرة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان عقب هبوط طائرة بيلوسي في تايوان إن “الولايات المتحدة… تعمل باستمرار على تشويه وإخفاء وتفريغ مبدأ “صين واحدة”، مضيفة “هذه الخطوات، مثل اللعب بالنار، بالغة الخطورة. ومن يلعبون بالنار سيهلكون بها”.
كما توعدت بكين بشن “أعمال عسكرية محددة الهدف” ردا على الزيارة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تسيان في بيان استنكر فيه الزيارة إن “جيش التحرير الشعبي الصيني في حالة تأهب قصوى وسيشن عمليات عسكرية محددة الهدف للرد على ذلك، وللدفاع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وإحباط التدخل الخارجي ومحاولات “استقلال تايوان” الانفصالية”.
سفن أمريكية تجوب منطقة تايوان من بينها حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريغان”
جابت عدة سفن أمريكية منطقة تايوان الثلاثاء، مع وصول رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، وفقا لمصادر عسكرية أمريكية.
وفي الوقت الذي توعدت فيه الصين بشن “أعمال عسكرية محددة الأهداف” ردا على زيارة بيلوسي، أعلن الأسطول الأمريكي السابع في تغريدة أن حاملة الطائرات “يو إس إس رونالد ريغان” التي تجوب المنطقة منذ بداية تموز/يوليو، موجودة في بحر الفليبين جنوب تايوان.
ونشرت البحرية الأمريكية صورا لـ”يو إس إس رونالد ريغان” وهي تقوم بمناورات مع سفينة الإمداد “يو إس إس كارل براشير” الأحد.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن حاملة الطائرات ومجموعتها المحمولة جوا “تنفذ مهمة روتينية في غرب المحيط الهادئ”.
في الوقت نفسه، تجولت سفينة برمائية تابعة لسلاح البحرية وهي “يو إس إس طرابلس” في شرق تايوان، وفقا للمعهد البحري الأمريكي (USNI)، وهو منظمة مستقلة لكنها قريبة من البحرية الأمريكية.
وأشار المعهد البحري الأمريكي إلى أن “يو إس إس رونالد ريغان” و”يو إس إس طرابلس” كلاهما حاملتان لأحدث طراز من طائرات “إف 35”.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن وجود هاتين السفينتين في المنطقة ليس مرتبطا بزيارة بيلوسي، التي تعد المسؤولة الأمريكية الأرفع التي تزور الجزيرة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريش في العام 1997.
وقال المتحدث باسم الوزارة الثلاثاء “من الواضح أننا نتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة أعضاء الكونغرس أينما اختاروا الذهاب ومتى أرادوا السفر”.
بيلوسي: زيارتي تُظهر “التزام أمريكا الثابت” حيال الجزيرة
فيما أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لدى وصولها إلى تايوان أن زيارتها المثيرة للجدل تظهر التزام واشنطن القوي حيال الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءا من أراضيها.
وقالت بيلوسي في بيان بعيد وصول طائرتها إن “زيارة وفد الكونغرس لتايوان تكرس التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة في تايوان”. وأكدت بيلوسي وهي أرفع مسؤول أمريكي منتخب يزور تايوان في 25 عاما، إن زيارتها لا تتعارض “بأي شكل” مع السياسات الأمريكية التي تعترف بـ”صين واحدة” ولم تعترف رسميا بتايوان كدولة مستقلة.
عذراً التعليقات مغلقة