فاز فيلم “الغريب” للمخرج السوري أمير فخر الدين في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل في مهرجان روتردام للفيلم العربي، في حين حصل فيلم “أصداء” للمخرج جوليان قبرصي على جائزة أفضل فيلم قصير.
المهرجان الذي يقام سنويا في مدينة روتردام الهولندية اختتم فعالياته مساء الأحد الماضي بعد عروض استمرت على مدى 4 أيام عرض خلالها حوالي 60 فيلما بمشاركة 20 دولة.
ومنح المهرجان للمخرج السوري مانو خليل جائزة أفضل مخرج عن فيلمه “جيران”، بينما حصلت الممثلة المغربية لبنى أزبال على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “بين الأمواج” للمخرج الهادي ولاد محنت، والفنان ظافر عابدين على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “غدوة” وهو من إخراجه أيضا.
وجاء مهرجان روتردام لهذا العام بعد عامين من انقطاع عروضه الحية نتيجة الحجر الذي فرضه انتشار فيروس كورونا.
وكان فيلم الغريب الذي مثّل فلسطين عن فئة الفيلم الروائي الطويل لجائزة الأوسكار وعرض للمرة الأولى في مهرجان البندقية، قد شارك في عرض الافتتاح لمهرجان روتردام السينمائي.
والفيلم يحكي عن شخصية عدنان الذي يعاني من أزمة وجودية لخيبة أمل والده فيه بعد فشله بأن يصبح طبيبا وتأخذ حياته منعطفها عند لقائه الشاب غريب المصاب على الحدود ويحاول إنقاذه.
يقول المخرج أمير فخر الدين للجزيرة نت “أنا اليوم موجود في ألمانيا بمنحة من وزارة الثقافة الألمانية لإكمال ثلاثيتي، التي بدأتها بفيلم الغريب، بفيلم ثان عنوانه “يونان” التي أنقل فيه تجربة المنفى من البيت إلى الغربة بين غرباء آخرين، ومن خلال وجودي في ألمانيا سأعيش هذه التجربة لتقديمها في فيلمي المقبل”.
وأضاف المخرج الشاب أن فيلمه ليس عن الحرب في سوريا، وهو أول فيلم روائي من هضبة الجولان الذي يعاني أهله من عدم حصولهم على هويةٍ، لا على هوية وطنهم سوريا ولا على الهوية الإسرائيلية، ويعالج قضية الغربة والعزلة لأي شخص فرضت عليه هذه التجربة، وبمفهوم آخر هو طرح حالة الجولان على الصعيد السينمائي دون التطرق بشكل خاص للجولان وإنما بتتبع حالة فرد غريب ومعزول ومنفي بين أهله وناسه.
تضمن مهرجان روتردام لهذا العام الكثير من التجارب المميزة وعلى رأسها كما يقول مدير أعمال المهرجان خليل آيت بلال “كان التعاون مع مؤسسة الجزيرة الوثائقية في عرض مجموعة من أفلامها الوثائقية عن مشكلة المياه والأمن الغذائي في العالم العربي وهي تجربة مهمة للجمهور الهولندي للتعرف على جوانب غير التي يسمعها عن الصراع والحروب في العالم العربي في وسائل الإعلام الهولندي، إضافة لمشاركة مهمة من مؤسسة الدوحة للأفلام بـ6 أفلام قصيرة. وهذه المبادرة من مؤسستين مهمتين في العالم تشكران عليها لأنها مهمة جدا لنا في مهرجان روتردام للفيلم العربي”.
من جهته، لفت روش عبد الفتاح المدير الفني للمهرجان في حديثه للجزيرة نت إلى أن المهرجان يريد أن يلعب دور الجسر الثقافي بين العالمين العربي والهولندي، و”من خلال مسيرته المستمرة على مدى 22 عاما نحاول تغيير الصورة النمطية الموجودة لدى الجمهور الهولندي عن العالم العربي الذي لا يرى فيه غير المشاكل والاضطرابات فيما نحاول تقديم صورة أخرى من خلال عرض أفلام عن حياة المواطن العربي من جوانب مختلفة مثل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وحتى الكوميدية، كما حصل في دورة هذا العام من خلال تقديم الفيلم الكوميدي المصري (برا المنهج)، والفيلم الكوميدي حامل اللقب”.
ويضيف عبد الفتاح أن “هذه الدورة كانت مهمة لنا من خلال مشاركة الجزيرة ومؤسسة الدوحة إضافة إلى المشاركة السعودية اللافتة بـ5 أفلام، لأن السينما السعودية كانت خجولة سابقا”.
ومن الفعاليات التي كانت مرافقة للمهرجان في يومه ما قبل الأخير، كان هناك يوم خاص للنساء من خلال عرض الفيلم المغربي “كازابلانكا” والفيلم الأردني الفلسطيني “بنات عبد الرحمن” الذي يعالج مشكلة النساء على الصعيد الاجتماعي والقانوني في ما توصف من قبل البعض بأنها “مجتمعات ذكورية قاسية”، إضافة إلى لقاءات فنية سبقت العروض السينمائية تضمنت تقديم أعمال إبداعية مثل الرسم بالحناء ومعرض للصناعات الفخارية والعطور والصناعات الخشبية للأبواب الشرقية.
وأكدت إيسلين فان دا ساند منظمة هذه الفعالية، للجزيرة نت أن “تنظيم هذه الفعالية جاء بمبادرة من منظمة بيت الحكايات الهولندي أحد الداعمين الأساسيين لمهرجان روتردام للفيلم العربي”.
وأضافت أنه “من خلال تقديم الأفلام السينمائية وهذه العروض الفنية التي تبرز جوانب ثقافية مختلفة للعالم العربي نكسر الصورة النمطية التي يحاول الإعلام الهولندي فرضها على العالم العربي”.
وأكدت فان دا ساند أنه “من خلالها هذه الفعاليات، يرى الهولنديون كيف أن العالم العربي غني بتجاربه وثقافاته”.
عذراً التعليقات مغلقة