توقف الدعم الدولي يشل خدمات مستشفيات إدلب

القطاع الصحي يعاني أيضاً من استهداف نظام الأسد

فريق التحرير11 فبراير 2022آخر تحديث :
مشفى الإخلاص للأطفال والنساء في جبل الزاوية بإدلب بعد تدمير من قبل طائرات العدو الروسي ليلة الثلاثاء/ الأربعاء 5 نوفمبر 2019، تصوير: علاء الدين فطراوي، حرية برس©

يخيم شبح انعدام الخدمات الصحية على محافظة إدلب السورية، عقب توقف الدعم الدولي للمستشفيات الكبرى، شمال غربي البلاد.

ومع نهاية العام الماضي، لم تجدد منظمات دولية عقود الدعم للمستشفيات في محافظة إدلب ومحيطها، ما أدى لنقص في الموارد المالية والمعدات الطبية في 18 مستشفى.

وبعد قطع الدعم، حُرم آلاف الأشخاص في المنطقة من الخدمات الصحية، واضطرت المستشفيات لتقديم الخدمات بقدرة منخفضة بسبب نقص المعدات الطبية.

ويعيش في إدلب إلى جانب سكانها مئات آلاف النازحين الذين فروا من قصف نظام بشار الأسد وحلفائه لمناطقهم، ما ينذر بوقوع كارثة صحية حال عدم وصول الدعم مجدداً للمستشفيات.

وطوال السنوات الماضية، يعاني القطاع الصحي من استهداف نظام الأسد، ما أعاق المستشفيات عن تقديم خدمات الرعاية الطبية للسكان، لا سيما بين الفقراء والمحتاجين.

وبحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان (غير حكومية) فإن نظام الأسد وحليفته روسيا استهدفا المراكز الصحية 753 مرة على الأقل، ونالت المراكز الصحية في إدلب ومحيطها النصيب الأكبر من الاستهداف.

وفي تصريح للأناضول، قال محمد كتوب، طبيب في الجمعية الطبية الأمريكية السورية (سامز) إن “الخدمات الطبية في المنطقة باتت على شفا الانهيار وسط ارتفاع الحالات المرضية بسبب برودة فصل الشتاء”.

وأضاف كتوب: “هناك أكثر من 120 طفلا يترددون يوميا على المستشفى، رغم أن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 75 مريضًا فحسب (..) توقف الدعم الدولي للمستشفيات تسبب في أزمة حادة بالمنطقة”.

وتابع: “بسبب الأعداد الكبيرة للمرضى، المستشفى بات عاجزًا عن تقديم الرعاية الطبية والصحية اللازمة لهم، وبالكاد يتمكن من تقديم العلاج للحالات الحرجة”.

بدورها أوضحت فاطمة إياد، إحدى النازحات إلى ريف إدلب، للأناضول، أنها تبحث منذ أيام عن مستشفى لعلاج ابنها المريض، كما أنها لا تملك المال لشراء الحليب لأطفالها الصغار.

وقالت فاطمة: “نضطر لحرق أي شيء للحصول على التدفئة في الخيمة، ما ينجم عنه دخان كثيف يضر بالجهاز التنفسي للأطفال”.

فيما قال يوسف جدو، أحد النازحين في مخيم بالقرب من الحدود السورية التركية، للأناضول، إنهم يحرقون البلاستيك الذي يجدونه في القمامة من أجل تدفئة أبنائهم في فصل الشتاء.

وأضاف جدو: “الدخان يصيب الأطفال ولا نجد مستشفيات لعلاجهم، ونعيش في خيام ممزقة ووضع الأطفال سيء للغاية بسبب برودة فصل الشتاء”.

والثلاثاء، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها تسعى لإيجاد تمويل لـ 18 مستشفى في محافظة إدلب ومحيطها، بعد قطع منظمات دولية مؤخرا دعمها عنها.

وذكر المكتب الإعلامي للمنظمة، في بيان، أن المنظمة تلقت تقارير تفيد بأن بعض المستشفيات في المنطقة ستنهي أنشطتها بسبب نقص الموارد المالية.

وأفاد البيان بـ”مواصلة منظمة الصحة العالمية دعم المستشفيات والمرافق الصحية في شمال غرب سوريا لإيصال المساعدة الطبية لأكثر من 4 ملايين شخص يعيشون حاليًا في منطقة النزاع”.

ويعيش ملايين النازحين بمخيمات في شمال وشمال غربي سوريا، بعد أن فروا من قصف النظام لقراهم وبلداتهم ومدنهم.

ورغم مرور أعوام على إنشاء تلك المخيمات، إلا أن أوضاعها صعبة للغاية لا سيما في فصل الشتاء، حيث تنعدم فيها المواد الأساسية ويعاني الأطفال فيها من الحرمان والمرض.

المصدر الأناضول
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل