قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في مقابلة مع شبكة “سي أن أن”، الخميس، إن الأردن يحرص على المرور بعملية سياسية جادة فيما يخص علاقته مع سوريا ونظام بشار الأسد.
وفي رد على سؤال حول احتمالية التطبيع مع سوريا بالأخص مع تحدث العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني مع الأسد وفتح الحدود بين الدولتين، قال الصفدي: “ما نحاول فعله في الأردن هو أن نحاول التأكد من أن عملية سياسية جادة ستتوصل إلى إنهاء تلك الأزمة”، أي الحرب السورية.
وأضاف أنه “في الأردن.. كنا الجانب المستقبِل لتلك الأزمة، 1.3 ملايين لاجئ سوري في الأردن وتهديد الإرهاب من الحدود، والآن هناك تهديد بمرور المخدرات عبر الحدود، وما نراه الآن وبعد مرور 11 عاما على الأزمة يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لحلها وليس أن نضاعف من نهج قد لا يوصلنا إلى أي نتيجة، وبالتالي ما علينا فعله، بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائنا هو أن نحاول الوصول إلى مسار تجاه حل سياسي”.
وأكد الوزير الأردني أن هناك “بعدين اثنين فيما يخص العلاقات مع سوريا، أولهما ثنائي، والآخر، كبلد مجاور يحوي 306 كلم من الحدود فإن تأثير تلك الأزمة علينا كان ضخما، هذا بالإضافة إلى تحمل عبء توفير حياة ملائمة للاجئين، والذين للأسف يتضاءل اهتمام العالم فيه تدريجيا تجاههم”.
وأضاف “هناك جانب آخر، علينا أن نعمل تجاه حل سياسي، ونتفق جميعا على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة وأنها جلبت الكثير من الدمار والمعاناة والذي لا يمكنهما الاستمرار مع ‘السياسة’، وما يحاول الأردن فعله هو فتح أفق من أجل التوصل لحل سياسي”.
وفي إجابة على سؤال حول احتمالية “تراجع” القيادة الأميركية في المنطقة، أكد الصفدي على التعاون الوثيق والشراكة بين الأردن والولايات المتحدة ودور الأخيرة البارز في المنطقة.
ونوه الوزير إلى المساعدات التي توفرها الولايات المتحدة التي كانت “أساسية” في دعم الأردن وإعانته “في مواجهة التحديات وتنفيذ الإصلاحات”.
وأكد أن الأردن سيظل على تواصل وثيق مع الولايات المتحدة للتأكد من أنها ستواكب لعب دورها النافذ في المنطقة، وأنه “يمكن للولايات المتحدة الاعتماد دوما على الأردن للتأكد من تحقيق الأهداف المشتركة في الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن والازدهار”.
وقال الوزير خلال المقابلة التي أجريت خلال زيارته للعاصمة واشنطن، وعقب لقاء جمعه بنظيره الأميركي، أنتوني بلينكن: “خضنا محادثات ممتازة هنا، والرسالة منها: ستظل شراكتنا متينة ونلتزم بالعمل معا”.
وفي أكتوبر الماضي، ولأول مرة منذ عام 2011، تلقى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني اتصالا هاتفيا من بشار الأسد، في خطوة أخرى تعكس تقارب العلاقات بين دمشق وعمان بعد الإعلان عن فتح معبر جابر الحدودي واستئناف الرحلات البرية والجوية بين البلدين.
والحدود مع سوريا تعد شريانا مهما لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع من سوريا وتلك الدول أيضا.
ويعتبر الأردن من بين دول عربية قليلة أبقت على علاقاتها واتصالاتها مع سوريا عقب اندلاع النزاع السوري العام 2011، لكن هذه الاتصالات كانت محدودة.
وشهد الثامن من سبتمبر الماضي، اتفاقا عُقد ما بين وزراء الطاقة في كل من الأردن وسوريا ومصر ولبنان، في اجتماع استضافته عمّان، على خارطة طريق لنقل الغاز المصري عبر سوريا برا إلى لبنان الذي يعاني أزمة خانقة تسببت بانقطاع الوقود والطاقة لديه.
وتم الاتفاق بين الدول المتجاورة على أن تزود مصر لبنان بالغاز من خلال خط أنابيب يعبر الأراضي الأردنية والسورية، بعد التأكد من جهوزية البنى التحتية لها، وكان من اللافت حضور سوريا في الاتفاق بعد قطيعة سنوات.
عذراً التعليقات مغلقة