في خيمة محاصرة بالطين والمياه بمخيم للنازحين شمالي سوريا تجتمع ثلة من الأطفال لتلقي التعليم بأبسط الأدوات البدائية.
ويرسل النازحون في مخيم السكري في قرية كيلي بريف إدلب (شمال) أبناءهم إلى تلك الخيمة حيث لا خيار لهم غيرها، فلا مدارس قريبة منهم، ولا يملكون المال لإرسالهم إلى المدارس البعيدة فهم بالكاد يجدون ما يسد رمقهم.
وأفاد كمال حسن وهو معلم يقوم بتدريس الأطفال في الخيمة، لمراسل الأناضول، أنه ينقصهم كل شيء أساسي للتعليم في هذه الخيمة، التي لا تصلح للتعليم كونها ممزقة ولا يوجد فيها تدفئة.
وأوضح أنه وزملاءه المدرسين يعملون بشكل تطوعي في هذه الخيمة منذ عام ونصف، لافتاً إلى أنه لا يوجد مقاعد فيها، وأن الكثير من الطلاب يتغيبون لأنهم يمرضون بسبب برودة الطقس.
وأشار حسن إلى أنهم حولوا الخيمة إلى مدرسة بسبب عدم وجود حل سوى ذلك لإكمال تعليم الأطفال في المخيم، وبسبب نقص المعدات يقوم المعلمون بالتناوب على السبورة الوحيدة.
وتطرق إلى صعوبة التدريس في المخيم الذي يعاني من ظروف معيشية سيئة، مشيراً إلى حقيقة أن الغالبية من الأطفال في أعمار 14 و15 بالمخيم لا يجيدون القراءة والكتابة.
وطالب حسن بتوفير مدرسة للمخيم وإخراج الأطفال من بين الطين والمياه إلى مكان نظيف ولائق.
المعلمة المتطوعة رابعة كناس قالت للأناضول إن “الطلاب في المخيم محرومون من كل شيء، والعائلات عاجزة عن تأمين احتياجات أطفالهم”.
وأشارت إلى أن الخيمة التي اتخذوها صفاً دراسياً تتسرب إليها المياه، ولا يوجد فيها تدفئة ولا يوجد في الصف كتب دراسية إضافة إلى برودة الطقس.
وأضافت كناس: “الأطفال يأتون رغم البرد ولا يعيرون بالاً له لكننا نحزن عليهم وعلى ما يقاسونه”.
وذكرت أن أطفال من مخيمات مجاورة يأتون إلى الصف لتلقي التعليم، مناشدة المنظمات الإنسانية بتأمين التدفئة ومواد التعليم للمعلمين حتى يتمكنوا من القيام بعملهم.
الطالبة ياسمين حبيب في الصف الرابع، قالت إنهم لا يجدون حصيراً للجلوس عليه في الخيمة، معربة عن أملها بأن تجلس يوماً ما على مقعد خشبي، وتحصل على كتب ودفاتر في مدرسة جميلة ونظيفة.
وأضافت حبيب للأناضول أن غمر المياه لأراضي المخيم جعل من الصعب الوصول إلى الخيمة الدراسية، مناشدة فاعلي الخير بتقديم التدفئة ومستلزمات الدراسة لهم.
مروة عمر طفلة نزحت من قرية كفر عويد بريف إدلب نتيجة قصف النظام السوري، أعربت عن تعبها من المطر والطين في المخيم.
ولفتت إلى أنها تستعير الأقلام من رفاقها لأن والدها عاجز عن شراء مستلزمات الدراسة لها.
وأعربت مروة عن أملها في أن تكمل دراستها وتصبح مدرسة في المستقبل.
ومنذ عام 2011 دمر قصف النظام السوري مئات المدراس والمؤسسات التعليمية، كما أن حالة النزوح الني عاشها الأطفال مع عائلاتهم تسبب بانقطاعهم عن الدراسة لفترات أو توقفهم عنها نهائياً وخاصة مع عدم توفر المدارس أو الكوادر التعليمية في المناطق التي نزحوا إليها.
Sorry Comments are closed