في محاولات حثيثة لعقد مؤتمر دولي لعملية السلام تواصل القيادة الفلسطينية حوارها مع عدد من الدول العربية، لشرح وتسويق ودعم مبادرة الرئيس محمود عباس بهذا الشأن.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، في حوار مع وكالة “الأناضول”، إن زيارة الرئيس الفلسطيني مؤخرا للأردن، ومصر كانت “مثمرة”، وتأتي في إطار “الحوار الفلسطيني العربي”.
وأضاف “في ضوء التطورات الدولية الأخيرة بعد الانتخابات الأميركية، ستكون هناك صفحة جديدة في العلاقات الدولية، ولها تأثير على المنطقة، وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية”.
وأبدى الفلسطينيون ارتياحهم، بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، على منافسه دونالد ترامب، والذي اتسمت فترة ولايته (4 سنوات) بسياسات عدائية تجاه القضية الفلسطينية.
وزار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نهاية الشهر الماضي، عمّان والقاهرة، واجتمع بالعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتابع مجدلاني، الذي يشغل منصب وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية “دون شك، القيادة تدرك أهمية المتغيرات، وتسعى أيضا للتواؤم معها، بما يخدم القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال “نحن بحاجة ماسة إلى إجماع عربي، بعد المرحلة السابقة والتي مارست فيها إدارة دونالد ترامب ضغوطا على دول عربية من أجل التطبيع المجاني مع إسرائيل، وانتهاك القرارات والإجماع العربي”.
وأضاف “نسعى لحوار عربي ثلاثي (فلسطيني، أردني، مصري) أو أكثر، وحتى لحوار في إطار الجامعة العربية، من أجل التحرك السياسي والدبلوماسي مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن عقد المؤتمر الدولي (الخاص بعملية السلام)”.
وفي 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، طلب الرئيس الفلسطيني، من أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، مطلع 2021، لإنجاز “حل الدولتين”، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
وقال مجدلاني إن الرئيس عباس، يريد “موقفا عربيا مساندا وحاملا للموقف الفلسطيني باتجاه دعم المبادرة الفلسطينية لعقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات، وعلى قاعدة تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحت مظلة الأمم المتحدة”، مشدداً على رفض القيادة الفلسطينية، للعودة للمفاوضات مع إسرائيل، بصيغتها السابقة، تحت الرعاية الأميركية المنفردة.
وفيما أشار إلى وجود “مناخ أفضل من أجل التقدم بعملية السلام”، تحدث عن وجود ترتيبات لتنظيم جولة جديدة للرئيس الفلسطيني لدول عربية (لم يسمها) “في ذات الإطار”.
وأضاف “نسعى لتوسيع الحوار مع الكل العربي، والمتغيرات السياسية تساندنا”.
وكان محمود العالول، نائب رئيس حركة التحرير الوطني “فتح”، قد قال في وقت سابق إن لجنة “فلسطينية أردنية مصرية”، قد تم تشكيلها، للتنسيق بشأن المطلب الفلسطيني الخاص بعقد مؤتمر دولي للسلام.
أموال المقاصة حق للفلسطينيين
وعن استلام أموال المقاصة الفلسطينية من إسرائيل، قال المجدلاني “هذه أموال فلسطينية، ولنا أموال أخرى ما تزال محتجزة، يجري النقاش عليها من أجل استردادها، لها علاقة بتأخيرات ضريبة المغادرة على المعابر وغيرها”.
ومؤخرا، أعلنت فلسطين أن الحكومة الإسرائيلية حوّلت أموال المقاصة لحساب السلطة الفلسطينية.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، رفضت السلطة الفلسطينية استلام عائدات المقاصة من إسرائيل، تنفيذا لإعلان عباس الانسحاب من الاتفاقيات مع الحكومتين الإسرائيلية والأميركية، ردا على إعلان تل أبيب نيتها ضم نحو ثلث مساحة الضفة الغربية.
لكن السلطة أعلنت في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استئناف التنسيق “الأمني والمدني” مع إسرائيل.
العلاقة مع الإدارة الأميركية
وعن العلاقة المتوقعة مع الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة جو بايدن، قال عضو اللجنة التنفيذية، إن “المؤشرات إيجابية ويمكن البناء عليها”.
وأضاف “قبل الانتخابات فتحنا قناة اتصال مع فريق جو بايدن، واضح أن الرؤية الجديدة الأميركية التي عبّر عنها الرئيس المنتخب يمكننا البناء عليها”.
وتوقع أن يتم استبعاد خطة ترامب المعروفة باسم “صفقة القرن”، وإعادة المساعدات المالية الأميركية التي تم وقفها، وفتح القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
عذراً التعليقات مغلقة