الشباب .. وأزمات تعرقل المسير

عزام الخالدي13 أكتوبر 2020آخر تحديث :
عزام الخالدي

إن أهم المراحل العمرية التي يمر بها الفرد هي مرحلة الشباب، حيث يبدأ الشخص بالشعور بالمسؤولية والاعتماد على الذات في رسم الخطط المستقبلية من أجل الحصول على حياة أفضل

إذ أنه يجب عليه التركيز والاهتمام في البناء الصحيح لمسار الهدف، حيث يعتبر الشباب الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، ويمثلون كذلك السبب الرئيسي في نهضة الشعوب ورقيها على كافة الأصعدة..

شباب المنطقة في غالبيتهم يعانون من مشاكل تقف كسدٍّ منيع، وحاجز متين أمام مسيرتهم الشبابية بإتجاه الأهداف التي يسعون لها، والطموحات التي يريدون الوصول إليها..

عثرات عرقلت خطواتهم على الإكمال، وطاقات مكبوتة أخمدتها أزمات الواقع، مطبّات الإنكسار أجبرت إرادتهم أن تكبو..

الشباب يمرون بمنعطف خطير سيؤثر على حياتهم المستقبلية في تكوين ذواتهم، وبناء كيان أعمالهم ومشاريعهم وخططهم في مكافحة الحياة، ومقاومة هذا الطرق الوعرة التي يسير عليها غالبيتهم..

بعد حملة التهجير الأخيرة التي أدت إلى سقوط مناطق واسعة من الأرياف المحررة، أصبحت المساحة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة صغيرة في مقابل عدد الأشخاص الذين يقطنون فيها

مما أدى إلى صعوبة يعاني منها أغلبية المتواجدين من فئة الشباب من تأمين فرص العمل، تساعدهم في مواجهة وضعهم الاجتماعي المتردي

كشف مسح أجراه “مركز صدى لأبحاث الرأي العام”، حول أزمة عمل الشباب في محافظة إدلب أن نصفهم لا يملكون عملاً منظمًا..

كما وأظهر المسح الذي أعده “المركز” وشمل “600” عينة مسحية من فئة الشباب “الذكور” الذين تتراوح أعمارهم بين 18–40 سنة، في مدينة إدلب وشطرٍ من ريفها، أن غالبيتهم يفتقدون للاستقرار والأمان، كما وكذلك عدم الانتماء الحقيقي للمنطقة..

وذلك يصوّر كم من الشباب الذين ضاعت أحلام حياتهم، وتاهوا في أنفاق الحرب المظلمة، دون أي بصيص نور يقود بوصلة آمالهم إلى مستقبل مشرق جديد!

هذه قائمة بأهم مشكلات الشباب:

• الفراغ وكذلك البطالة.
• الخوف من المستقبل والحياة المقبلة.
• الفقر.
• إحساس الشباب بعدم صلاحيتهم في المجتمع.
• التفكك الأسري.
• تأخّر الزواج.
• الحروب والمشاكل السياسية والفتن الدينية والمذهبية وكذلك الطائفية.
• دخول الثقافات المختلفة والحضارة الغربية إلى ثقافاتنا وبالتالي تأثر الشباب بهذه الثقافات وإحساسهم بالانتماء إليها.
• رفقاء السوء.
• قلة إدراك قيمة الوقت.
• قلة التخطيط الجيد للحياة المستقبلية ومعرفة الشغف والهدف الذي يريده الشاب من هذه الحياة.
• غلاء المهور، وبالتالي عزوف الكثير من الشباب عن الزواج ولجوئهم إلى العلاقات المحرمة.

لا خطوات للأمام ولا دفعات للتجديد، ولا سبل للتغيير .. فالواقع هو هو، جميع الخيارات أمامهم مقفلة، لا سبيل لكسرها إلا بصراع الصعوبات، وملاكمة الأزمات، وكسر جدار الأزمات..

بعض الحلول للحد من مشكلات الشباب:

• إعطاء الفرص للشباب لإثبات وجودهم في كافة الميادين العلمية والاجتماعية وكذلك السياسية.
• تخصيص العديد من المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالشباب واحتياجاتهم.
• إنشاء النوادي الثقافية والتعليمية وكذلك الرياضية.
• توفير فرص عمل للشباب.
• نشر المحاضرات والدروس التعليمية والتوعوية المختصة بالاهتمام بهم.
• الاهتمام بالإعلام وقدرته على توجيه الشباب وتحسين نمط حياتهم ونظرتهم إلى الحياة.
• تخفيض المهور والحرص على توفير إمكانات الزواج لهم.
• نشر المحاضرات والدورات التدريبية التي تساعد الشباب على تحديد أهدافهم من هذه الحياة والمراتب التي يودون الوصول إليها.

• الاستماع إلى الشباب وإلى مشاكلهم وطموحاتهم وآمالهم.
• إصدار المجلات العلمية والثقافية الجذابة والموجهة للشباب.
• إقامة دورات توعية من قبل المؤسسات. والجامعات التي تهدف إلى توعية الأهل بالكيفية الصحيحة للتعامل مع الشباب.

أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر

وأعلن في الكون أن الطموح
لهيب الحياة وروح الظفر

كما أنه ولا بد من الحوار مع الشباب ومناقشتهم، والاستماع إلى آرائهم ونظرتهم إلى كيفية إيجاد الحلول المناسبة لهم وإسداء النصائح لا الأوامر، والإقناع لا الاستبداد بالرأي، وإحسان التوجيه بطرق مناسبة حتى يستطيع الشباب قبول الحلول وتطبيقها دون تحقيرهم وعدم الثقة بمستوى قراراتهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل