هيومن رايتس ووتش: النظام السوري يهمل الكوادر الطبية بمواجهة كورونا

فريق التحرير3 سبتمبر 2020آخر تحديث :
عامل صحي يرتدي كمامة يمشي داخل مستشفى، في وقت تطبق فيه المستشفيات سلسلة من التدابير لمنع تفشي فيروس “كورونا” في دمشق، سوريا، في 19 مارس/آذار 2020 رويترز©

قالت “هيومن رايتس ووتش” يوم الثلاثاء إن سلطات النظام السوري لا تحمي عمّال القطاع الصحي في الصفوف الأمامية بوجه فيروس “كورونا” في المناطق تحت سيطرة النظام

ونقلت المنظمة عن أطباء وعمال إغاثة ومدنيين في مناطق النظام قولهم إن المستشفيات تجاوزت قدرتها الاستيعابية، ويواجه عمال القطاع الصحي نقصاً خطيراً في المعدات الشخصية الوقائية، وإن عدداً كبيراً من زملائهم وأقاربهم فارقوا الحياة بعد أن ظهرت عليهم أعراض “كوفيد-19”. 

ووثّقت المنظمة الشهر الماضي الكثير من الوفيات بين الطواقم الطبية، ممن بدت عليهم عوارض “كوفيد – 19” ولم يخضعوا لاختبارات الكشف عن الفيروس، وفق “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وقال الذين قابلتهم المنظمة إن النقص في المعدات الوقائية المناسبة والإمكانية المحدودة لاستخدام أسطوانات الأوكسجين يساهمان في وفاة عمال القطاع الصحي والمدنيين بشكل عام في سوريا. 

وأكد عمال القطاع الصحي أن الفحوصات والأوكسجين والرعاية الطبية الأساسية متوفرة فقط للقادرين على تحمل كلفتها، الأمر الذي ينتهك الحق الأساسي في وصول متساوٍ ومعقول التكلفة إلى الرعاية الصحية.

وفي إفادتهم للمنظمة قال أطباء إن الوفيات التي تُنعى على صفحات الوفيات الرسمية للنظام تنتمي بشكل أساسي إلى النخبة، مثل مديري المستشفيات، أو أساتذة طب سابقين وإن عدد الوفيات بين الأطباء والممرضين في الصفوف الأمامية أعلى بكثير بسبب عدم القدرة على إحصاء موظفي الصحة في الأرياف.

وسجّلت حكومة النظام في مناطق سيطرتها حتى الآن 2830 إصابة بالفيروس، بينها 116 وفاة. وتحدثت وزارة الصحة في وقت سابق عن “حالات عرضية لا تملك الإمكانات (…) لإجراء مسحات عامة في المحافظات”.

وأفادت المنظمة عن أدلة تشير إلى أن الأعداد في مختلف أنحاء البلاد قد تكون أعلى بكثير. وقالت، إنها تمكنت منتصف الشهر الماضي من توثيق وفاة 33 طبيباً وردت أسماؤهم في لوائح تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين كان عداد الوفيات الرسمي مستقراً عند 64 حالة في أنحاء البلاد.

ولفتت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن “النقص في المعدّات الوقائية المناسبة والإمكانية المحدودة لاستخدام أسطوانات الأوكسيجين يساهمان على الأرجح في وفاة العاملين في القطاع الصحي والسكان بشكل عام في سوريا”.

ورأت أنه على منظمة الصحة العالمية “أن تصر علناً على توسيع قدرات الفحص والإبلاغ الشفاف والدقيق عن أعداد الإصابات”، ونقلت المنظمة عن ممرضين وأطباء، أن المشافي الحكومية الجاهزة للتعامل مع حالات “كوفيد – 19” تخطت قدرتها الاستيعابية، في حين لا تملك غيرها من المستشفيات البنية التحتية اللازمة، وعزوا ذلك إلى عدم توفّر قوارير الأوكسيجين وأجهزة التنفس الصناعي والأسرة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل