لا تمثل هيئات المعارضة السورية أو المنصات الإعلامية أو الروابط والهيئات والمنظمات شأناً خاصاً بالعاملين فيها أو المستفيدين بشكل مباشر منها، لأن معظم السوريين الذين اختاروا درب الثورة والمطالبة بالحرية يعدون أنفسهم جزءاً منها، وهي بالنسبة إليهم جزء من حوامل طموحاتهم وآمالهم، لذلك يعتقدون أنهم يملكون جزءاً منها فيحزنون على مآلاتها إن أصابها خلل، ويفرحون بمنجزها إن حققت منجزاً. وبغض النظر عن التفاصيل اليومية لهذه المؤسسات، فمن الطبيعي أن يشعر نفر كبير من السوريين بأحقيتهم بالعمل في تلفزيون سورية، أو سواه، أو هيئات المعارضة، ليس لأنهم مهنيون وأكفاء فحسب، بل لأنهم كذلك سوريون!
مناسبة هذا الحديث ما قرأته في عدد من التعليقات بأن ما حدث في تلفزيون سوريا أو رابطة الصحفيين، أو الكتاب من قبل، شأن داخلي للعاملين أو لتلك الجهات.
بالتأكيد هو شأن داخلي، ولكن من حقنا كسوريين أن نعرف ما حدث ولماذا؟
وأنا هنا لا أتحدث عن أصحاب المظلوميات أو الطاقة السلبية أو الكارهين أو الذين لديهم أسباب شخصية، بل أتحدث عن السوريين الذين يعتقدون أن تلك المؤسسات تحمل وجعهم، لذلك يطالب السوريون بالتعرف إلى آليات التوظيف والتعيين والأنظمة الداخلية لتلك المؤسسات أو ما يحدث في مطبخها من منطلق حبهم لها وحرصهم على بقائها ونقائها وشفافيتها…بصفتها جزءاً من المنجز السوري بعد الثورة.
لذلك نأمل من الممول أو العامل أو الفريق الإدراي أو الإشرافي في تلك المؤسسات ألا يستغرب هذا الاهتمام أو التجييش أو المتابعة، لتلك المؤسسات، لأن عددا كبيراً من السوريين ينتظرون أن تبقى حاملة لصوتهم وأن تستمر في التعبير عن جزء من وجعهم، وأن يكونوا جزءاً من وضوحها، لذلك من الطبيعي أن يتابعوا تفاصيلها!
لنتخيل المشهد التالي:
استيقظنا غداً ولم نجد تلفزيون سوريا؟
كم شخصاً سيفقد فرصة عمله؟
كم شخصاً سيحرم من وصول صوته؟
من سيحمل رؤى الكثير من الأوجاع السورية المعبرة عن الحرية؟
من سيحمل التفاصيل اليومية السورية؟
لا أريد القول: إن الحياة ستتوقف ولكن أقول كم سنخسر إن فقد السوريون هذه النافذة من التعبير المهني عن الوجع السوري، وكذلك سنفقد الكثير من المحتوى الرقمي الحامل للألم السوري والطموح السوري؟
بالتأكيد نأمل المزيد من المهنية ومن الغوص بالتفاصيل والاحترافية… ولكن كما نعلم هذا يحتاج إلى تراكم خبرات ومزيد من المأسسة. وبحسب ما علمت من عدد من العاملين أن تلفزيون سورية يمشي على هذا الطريق المؤسساتي…بل إنه أنجز معظم التفاصيل الإدارية والتنظيمية والقانونية.
بالنسبة إلي فيما يخص تلفزيون سورية، الأمر أبعد من الأشخاص، من جاء ومن ذهب!
من هو المدير الحالي أو اللاحق…الأمر مرده إلى وجود مؤسسة تبث ساعات تلفزيونية عدة منوعة وأخبارية تحمل الوجع السوري والنجاح السوري والموقف السوري الحر، علينا أن نصونها بالنقد والتشجيع والتحفيز، وليس بالانتقاص والاتهام والإساءة…!
ومن جهة أخرى نأمل من الطاقم الإداري والإشرافي أن يكون صدره واسعاً لتحمل النقد والملاحظات …من أجل ذلك فإن الرأي العام السوري ينتظر المزيد من التوضيح حول ما حدث لمعرفة التفاصيل وكي لا يجر هذا الرأي العام إلى غبش تشويش وسائل التواصل الاجتماعي التي تجد مكاناً رائعاً لها حين تغيب المعلومة الواضحة والصحيحة وليس معلومة التسريب….!
فقد السوريون الأمل من معظم هيئات المعارضة السياسية التي تعيش في واد، ويعيش السوريون الحالمون في الحرية بواد آخر…
ضاعت الكثير من تلك الهيئات بالارتهان الدولي والاستزلام واللعب على المتناقضات والبحث عن الحلول الشخصية والأبدية!
من أجل ذلك فإننا لا نريد لتلك المنصات الإعلامية التي نحترم جهدها أن تقع في حمى تلك الأخطاء السياسية لذلك ننقدها ونتابع تفاصيلها على قد (عشمنا فيها)!
عذراً التعليقات مغلقة