فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
أطلق شبان من مدينة غزة حملة تطوعية لتنظيف المقابر وتحسينها، حيث شارك فيها الكبار والصغار إكراماً منهم لمواتهم ورسم المنظر الحضاري الخلاب للمقابر الإسلامية، وفق رؤية وخطةٍ أُعلن عنها من قبل القائمين عليها لتكون الأوسع منذ سنوات طويلة.
فقد اشتكى أهالي غزة من عدم الاعتناء بمقابر ذويهم الموتى حيث امتلأت بالأوساخِ والأعشاب الطويلة التي قد غطت القبور، الأمر الذي يمنعهم من زيارتها، وقاموا بنشر الصور عبر مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، لتتحول تلك الشكوى إلى حملة تطوعية لتنظيفها شارك فيها العديد من فئات المجتمع الفلسطيني.
وقال صاحب المبادرة “زكي مدوخ” لحرية برس، إن ” فكرة المبادرة جاءت من خلال شكوى العديد من المواطنين في مدينة غزة الذين يأتون لزيارهم أقاربهم الموتى في مقابر المدينة التي انتشرت فيها الأوساخ والقاذورات، بالإضافة إلى الأعشاب الشائكة التي غطت القبور، جعل الكثير من الأهالي يعدلون عن زيارة موتاهم.
وأضاف أن ذلك كله “شكل دافعاً إلى طرح تلك الحملة التطوعية والتعاون مع المؤسسات القطاع الحكومي والخاص والجمعيات” للمشاركة في تنظيف المقابر في أحياء مدينة غزة، وذلك لإكرام الموتى.
وأوضح مدوخ، أن الحملة لقيت ترحيباً واسعاً من خلال طرحها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأقوم بذلك بتحويل الفكرة والمبادرة وتطبيقها الفعلي على أرض الواقع خلال فترة زمنية قصيرة”.
ونوه إلى أن ذلك تم من “خلال تشكيل لجنة إشراف، وبالتعاون مع بلدية غزة ووزارات الحكم المحلي والأوقاف بغزة والشباب والرياضة والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى شباب متطوعين”.
وأردف مدوخ إن ” المئات من المتطوعين من الشباب والعائلات والفرق التطوعية وغيرهم استعدوا بذلك في تنظيف المقابر الإسلامية بغزة، حيث تجاوز العدد في كل مقبرة قمنا بتنظيفها لأكثر من 400 متطوع”، معبراً عن شكره للوزرات والمشاركين الذين ساهموا في إنجاح تلك المبادرة بالدعم اللوجستي والمادي والمعنوي “.
وحول آلية العمل أوضح مدوخ بأنه تم “تقسيم المقبرة الواحدة إلى دونمات، وتوزيع المتطوعين المشاركين في الحملة إلى 10 لكل دونم واحد، من خلال تزويدهم بكافة المعدات اللازمة بذلك”، حيث يتم العمل في يوم سبت من كل أسبوع بعد صلاة الفجر، من التنظيف وصولاً إلى طلاء أسوار المقبرة.
وقامت الحملة وهي الأولى من نوعها على مستوى قطاع غزة بتنظيف مقبرة الشيخ رضوان ومقابر حي الشعف والسدرة أو الدرج، وستستمر في العمل على تنظيف كل مقابر المدينة خلال الأسابيع القادمة.
وأثنى المواطن يوسف دياب في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، على تلك الحملة التطوعية، موجهاً الشكر إلى القائمين على تلك المبادرة والمشاركين فيها، فيما دعا المواطن محمود كلخ الجميع إلى الحذو إلى مثل تلك الحملات الجميلة في جميع مناطق قطاع غزة.
يذكر أنه لم يقتصر عمل زكي مدوخ على هذه المبادرة، بل قام بإطلاق العديد من المبادرات كدعم وتمويل المشاريع الصغيرة للشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزة، ومبادرة أخرى لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج عبر المركز الشبابي الخيري وغيرها من المبادرات والحملات التطوعية الجميلة.
Sorry Comments are closed