اندلعت احتجاجات عنيفة ليل الجمعة في العديد من المدن الأمريكية حيث عبّر المتظاهرون عن غضبهم لمقتل جورج فلويد، وهو رجل من أصل أفريقي لقي حتفه في منيابوليس الأسبوع الماضي بعد أن ضغط أحد أفراد الشرطة البيض بالمدينة بركبته على عنقه.
ولم يخفف توجيه تهمة القتل غير العمد إلى الشرطي المشتبه به الجمعة الغضب العارم في البلاد، وقد سجّلت أعمال شغب خلال تظاهرات ضد عنصرية الشرطة امتدت من نيويورك إلى لوس أنجليس في إحدى أسوأ ليالي الاضطرابات الأهلية في الولايات المتحدة منذ سنوات.
واشتبك متظاهرون مع الشرطة في مدن مثل منيابوليس ونيويورك وأتلانتا وواشنطن في موجة متصاعدة من الغضب بشأن معاملة مسؤولي إنفاذ القانون للأقليات.
واندلعت المظاهرات لرابع ليلة على التوالي على الرغم من إعلان مسؤولي الادعاء يوم الجمعة إلقاء القبض على الشرطي ديريك تشوفين، الذي ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق فلويد، بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.
وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة ويتم التحقيق معهم حاليا فيما يتعلق بالحادث الذي وقع يوم الاثنين والذي أشعل فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.
وفي ديترويت، أفادت وسائل إعلام محلية بأن شابا يبلغ من العمر 19 عاما قُتل بالرصاص في ساعة متأخرة من مساء الجمعة أثناء مظاهرة حيث أطلق مشتبه به النار عليه من سيارة رياضية ثم لاذ بالفرار. ولم يتسن حتى الآن التواصل مع الشرطة للتعليق.
وردد كثير من المتظاهرين هتافات ”لا عدالة، لا سلام“ وحمل بعضهم لافتات كتبوا عليها ”أوقفوا وحشية الشرطة“ و“لن أتوقف عن الصراخ حتى يتمكن الجميع من التنفس“.
وفي لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر الشرطي وهو يضغط بركبته على رقبة فلويد الذي كان يحاول التنفس ويتأوه قائلا ”من فضلك، لا أستطيع التنفس“ في حين تجمع حشد من المارة وصاحوا في وجه أفراد الشرطة لتركه وشأنه.
وبعد عدة دقائق بدا فلويد بلا حراك ثم أعلنت وفاته لاحقا في أحد المستشفيات.
كما ملأ آلاف المتظاهرين شوارع منطقة بروكلين بمدينة نيويورك بالقرب من ساحة مركز باركليز. وألقت الشرطة المسلحة بالهراوات ورذاذ الفلفل القبض على العشرات من المتظاهرين أثناء اشتباكات شابها العنف في بعض الأحيان.
وفي منطقة مانهاتن السفلى، طالب متظاهرون في مسيرة بعنوان ”لا يمكننا التنفس“ بتشريع لحظر وسيلة الخنق أثناء الاعتقال والتي كان قد لجأ إليها أيضا أحد أفراد شرطة المدينة مما أدى إلى وفاة رجل أسود يُدعى إريك جارنر في حادث وقع عام 2014.
وفي واشنطن، انتشرت الشرطة وضباط الخدمة السرية بكثافة حول البيت الأبيض قبل تجمع عشرات المتظاهرين في الجهة المقابلة من الشارع في ساحة لافاييت.
وقال الرئيس دونالد ترامب في ساعة مبكرة من صباح السبت إنه شاهد كل شيء من نافذته، وإنه لو كان المتظاهرون قد خرقوا السياج ”لوجدوا في استقبالهم الكلاب شديدة الشراسة وأشد الأسلحة التي رأيتها فتكا على الإطلاق“.
وكتب ترامب على تويتر ”حينها كان الناس سيتعرضون على الأقل لأذى شديد… العديد من عملاء الخدمة السرية بانتظار اتخاذ إجراء“.
وفي أتلانتا، دعت برنيس كينج، الابنة الصغرى لأيقونة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، الناس إلى العودة إلى منازلهم مساء الجمعة بعد أن توجه ما يزيد على 1000 متظاهر إلى مقر الحكم في ولاية جورجيا وقطعوا طريقا سريع يربط بين الولايات.
وشاب هذه المظاهرة العنف في بعض الأحيان.
وأعلن حاكم جورجيا برايان كيمب حالة الطوارئ في أتلانتا وأصدر أمرا باستدعاء الحرس الوطني في الولاية وهو ما يعني إرسال ما يصل إلى 500 جندي لحراسة الممتلكات بعد أن انتقلت الاحتجاجات من وسط المدينة إلى حي باكهيد الذي يقطنه الأثرياء.
ونزل المتظاهرون أيضا إلى الشوارع في مدن أخرى منها دنفر وهيوستن ولويزفيل بولاية كنتاكي.
وفي منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا، تحدى مئات المتظاهرين حظرا للتجول اعتبارا من الثامنة مساء حول مركز للشرطة أحرقه المتظاهرون مساء الخميس.
عذراً التعليقات مغلقة