أميركا ترفض “انتخابات” 2021 وتؤكد للعرب: لن تجنوا شيئاً من “الأسد”

فريق التحرير2 مايو 2020آخر تحديث :
جيمس جيفري المبعوث الأميركي إلى سوريا

ياسر محمد- حرية برس: 

وضع المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، النقاط على الحروف موضحاً بجلاء تام السياسة الأميركية في سوريا الآن وفي المستقبل، وكذلك نظرة واشنطن إلى الفرقاء المتناحرين في سوريا، وسيناريوهات عودة نظام الأسد إلى الحضن العربي وماذا يمكن أن تجني الدول المناهضة للثورات من تقاربها مع “الأسد” الموالي لإيران تماماً. 

جاءت توضيحات جيفري في حديث شامل لصحيفة الشرق الأوسط، تناول فيه كل الملفات السورية الساخنة واحتمالاتها. 

لا اعتراف بانتخابات إلا عبر الأمم المتحدة

في ملف “الانتخابات الرئاسية” التي من الممكن أن يلجأ إليها “الأسد” في واحدة من مسرحياته المستمرة منذ عام 2000، قال المبعوث الأميركي: 

“نحن نعتقد أن الانتخابات هي من الأمور الصحيحة، وإذا عقد الأسد الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري أو في العام القادم، فلن يحظى بأي مصداقية دولية تُذكر. وستُقابل بالرفض التام من جانب المجتمع الدولي. ومن شأن المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإجراء الانتخابات التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة. وهذا هو الطريق الوحيد إلى الأمام على هذا المسار”. مؤكداً أن واشنطن تعمل على المدى الطويل وتحقق سياساتها نجاحاً مؤكداً، وبالتالي فإنه ألمح إلى أن “الانتخابات” ستتم بالطريقة التي تريدها أميركا، أو إنه لن يتم الاعتراف بها. 

مناهضو الثورات الذين يسعون لاستيعاب الأسد واهمون!

وحول اعتقاد بعض البلدان العربية أنه من خلال عودة نظام الأسد إلى عضوية الجامعة ربما يؤدي ذلك إلى إبعاد سوريا عن إيران، قال جيفري: “يا لها من فكرة جنونية”.. وأوضح: “بادئ ذي بدء، تملك إيران مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري. وهي ليست بمثل السوء الذي يمثله حزب الله في لبنان أو الميليشيات الشيعية في العراق، لكنني أعلم بمجريات المثالين المضروبين تماماً لا سيما الحالة العراقية، لكنه أمر مثير للكثير من القلق. وليس لدينا نحن فحسب، وإنما نعلم أنه يثير بواعث القلق لدى النظام السوري والجانب الروسي كذلك. هناك ميليشيات جرى تشكيلها، وتمويلها، وتجهيزها من الحكومة الإيرانية وتتلقى أوامرها المباشرة من طهران لجهود للتشييع في سوريا”. 

وفي رسالة إلى الدول التي تسعى لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، قال جيفري: هل يعتقد أحد أنه سيغيّر من سياساته (نظام الأسد) أو وسائله؟ أو أن الشعب السوري سيقبل بهذا الرئيس من جديد؟ ذلك الرئيس الجلاد والقاتل لأبناء شعبه؟ كلّا البتة. إنه يحكم دولة شمولية وحشية ومروعة للغاية. وأين هي الدولة التي على استعداد لإقامة الشراكة مع نظام وحشي مثل النظام السوري؟ ليس هناك سوى روسيا وإيران. ونحن لا نعتقد أن دول الخليج العربي والبلدان العربية الأخرى ستكون على وفاق أبداً مع رجل مثل الأسد”. 

تركيا وإيران ستغادران سوريا.. وروسيا مستثناة!

وحول مستقبل القوى التي تتقاسم السيطرة على الأرض السورية حالياً، رأى جيفري أن تركيا وإيران ستغادران في النهاية، أما روسيا فلها وضع خاص، وأوضح: “دخلت القوات الروسية الأراضي السورية قبل عام 2011، وبالتالي، فإنهم مستثنون من ذلك. لقد دخلوا البلاد بعد اندلاع الحرب الأهلية. فإذا كان هناك حل سياسي على أساس زوال التهديدات التي تواجهها كل من إسرائيل وتركيا من الأوضاع الراهنة في سوريا، سيكونان على استعداد لمغادرة البلاد وعودة الأمور إلى طبيعتها، وهذا يعني مغادرة القوات الموالية لإيران من الأراضي السورية كذلك”. 

وأكد جيفري أن قوات بلاده أيضاً معنية بقرار مغادرة سوريا في نهاية المطاف، وزاد في هذا الشأن: “تتمحور سياستنا حول مغادرة القوات الإيرانية للأراضي السورية كافة، جنبا إلى جنب مع كل القوات العسكرية الأجنبية الأخرى التي دخلت البلاد في أعقاب عام 2011، وهذا يشمل قواتنا، والقوات الإسرائيلية، والقوات التركية كذلك”. 

قانون قصير.. تجفيف منابع “الأسد”

قبل يومين، أكّد جيمس جيفري في حديث للمجلس الأطسي أنّ “الإدارة الأميركية ستبدأ في يونيو المقبل باستخدام قانون قيصر الذي يخولها ملاحقة عدد كبير من المجرمين يقدمون المساعدة للنظام السوري لقمع شعبه”. 

ويطال القانون المعروف باسم “قانون قيصر” والذي سيطبق بدءاً من 8 حزيران القادم، يطال كل المتعاونين اقتصادياً مع نظام الأسد وكل الشركاء داخلياً وإقليمياً ودولياً، ما يعني خنق النظام اقتصادياً بالكامل. 

جيفري عبر لـ”الشرق الأوسط” عن اعتقاده الراسخ بأن العقوبات الاقتصادية ستحقق جدواها، وقال موضحاً: “نعتقد أن الأمر يتعلق بالجمع بين مختلف الأدوات والوسائل: نسبة الـ50% من الشعب السوري الذين غادروا البلاد، وحرمان الدولة من مواردها السكانية المهمة، والأقاليم والأراضي غير الخاضعة لسيطرة النظام الحاكم لن ترجع مرة أخرى تحت سيطرته بسبب القوى الخارجية الكبيرة والنافذة على الأرض، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، والهجمات المستمرة التي تستهدف الإيرانيين والسوريين من الجو (الغارات الجوية الإسرائيلية)، ونقص المساعدات الدولية في جهود إعادة الإعمال الداخلية، ونبذ وإقصاء النظام السوري من جانب جامعة الدول العربية ومن جانب الاتحاد الأوروبي كذلك… نحن نعتقد أن هذه الصيغة ستدفع النظام السوري في خاتمة المطاف إلى قبول التسوية المتفاوَض بشأنها بين مختلف الأطراف المعنية، عوضاً عن الاستمرار في السعي وراء الانتصار العسكري الموهوم”.  

وتحدث المبعوث الأميركي في شؤون أخرى مثل قضية “قسد” ومستقبل مناطق شرق الفرات، وكذلك إدلب مؤكداً أنها لن تكون للنظام أو روسيا (وهذه استراتيجية أميركية ثابتة)، مع التأكيد على الدور التركي الرئيسي فيها، فيما أعطى إشارات إلى أنه لا عمل عسكرياً قريباً فيها. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل