ياسمين مرعي: نهدف لبناء سوريا عصرية موحدة تتبنى قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان

مالك الخولي16 فبراير 2020Last Update :
مالك الخولي
ياسمين مرعي رئيسة “حزب أحرار” السوري

أعلن سوريون في الحادي عشر من شباط/ فبراير الجاري، تأسيس حزب سياسي جديد تحت مسمى “حزب أحرار”، في مسعى للعودة إلى قيم الثورة السورية الأولى وملء الفراغ السياسي على مستوى المعارضة وجمع السوريين وتمكين الشباب منهم على وجه التحديد من المشاركة في الحياة السياسية.

“حرية برس” التقى ياسمين مرعي، رئيسة “حزب أحرار”، ودار الحوار التالي:

* حدثينا عن حزب “أحرار” وأهدافه

ياسمين مرعي: حزب أحرار هو حزب سياسي، يتكون من مواطنين سوريين اجتمعوا على قيم وأهداف ورؤى مشتركة، يسعون لتحقيقها بالوسائل السلمية. هذه القيم هي الديمقراطية، العلمانية، التعددية، المواطنة، الحرية، احترام سيادة القانون، الشفافية والسلام. بالإضافة إلى قيم أخرى مرتبطة بالاقتصاد والمجتمع السوريين. سبق إطلاق مؤتمره التأسيسي ثلاث سنوات من العمل والمشاورات.

يهدف حزب أحرار للوصول إلى دولة سورية عصرية موحدة، تتبنى القيم والنظم الديمقراطية والشرعة الدولية لحقوق الإنسان والمواثيق والاتفاقات الدولية التي تضمن الحريات، وتلتزم بالعلمانية كمبدأ أساسي يصون حيادية الدولة تجاه مختلف مكونات وتمثيلات الشعب السوري، وترسخ التعددية والعدالة والمواطنة، وتكفل سيادة القانون في مختلف مجالات الحياة، تضمن الحريات الشخصية، تحمي المواطن من العوز وتؤمن له فرص التطور الاقتصادية والمعرفية، وتصون التنوع وحقوق المجموعات بما لا يلغي حقوق المواطنة المتساوية، وبما يشمل إعطاء حق للجميع بالمشاركة في الشأن العام من خلال التداول السلمي للسلطة.

* ما هو الفكر الذي يتبناه حزب “أحرار” وما تصوره لشكل الدولة؟

ياسمين مرعي: يتبنى حزب أحرار الفكر الاجتماعي التحرري، ويضع تصوراً للدولة في سورية، قائماً على وحدة سوريا، وعلى نظام سياسي دستوري يقبل بتداول السلطة، ويكفل حقوق وحريات السوريين على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وطوائفهم، ويساوي بينهم في الفرص والحقوق.

* ماذا سيقدم حزب “أحرار” للسوريين وكيف يقودهم ويحقق تطلعاتهم؟

شعار “حزب أحرار”

ياسمين مرعي: يسعى حزب أحرار إلى العودة بالسوريين سياسياً إلى قيم الثورة السورية الأولى. خلال السنوات الماضية، تراجعت الفاعلية السياسية للمعارضة السورية نتيجة ظروف عديدة، مما ولد شعوراً عميقاً بالفراغ السياسي على مستوى المعارضة. في هذه المرحلة يتركز جهد الحزب على العودة إلى حلم الثورة السورية الأول، كبوصلة للسوريين، وكوسيلة وحيدة لجمعهم مجدداً أمام كم الخسارات الهائل الذي لا يمكن مواجهته دون التكاتف السوري السوري سياسياً وشعبياً. كما يركز حزب أحرار على منح دور ريادي للشباب السوري للتعبير عن رؤيته حول سوريا المستقبل والتعامل مع المجتمع الدولي فيما يخص الوضع السوري الحالي، على اختلاف أماكن تواجدهم اليوم.

“أحرار” يعمل على تقديم أدوات جديدة ومقاربات سياسية مختلفة عما سبق للواقع السوري، في ظل عدم الرضى العام عن التمثيل السياسي للثورة السورية ولمطالب السوريين بالحرية، وفي سبيل كل ذلك، يقدم أحرار طروحاته التحررية ويسعى لنشرها بين أوسع طيف من السوريين المؤمنين بعدالة المطالب التحررية وبضرورة تطوير العمل السياسي في سوريا وتغيير النظام الاستبدادي الحاكم فيها.

* سوريا بلد تحتله عدة قوى أجنبية لديها مصالح متضاربة، كيف يواجه حزب “أحرار” هذه المعضلة؟

ياسمين مرعي: نعم، تخضع سوريا اليوم لاحتلالات، جرها استقواء النظام على الشعب السوري بقوى إقليمية ودولية لا تخفى مصالحها العسكرية والجيوسياسية مقابل دعمها له. في هذا السياق تحديداً، يسعى حزب أحرار إلى رفع الصوت دولياً فيما يتعلق بتحرير سوريا من الاحتلالات ومن النظام القمعي على السواء. وهذا لا يأتي إلا من خلال حشد الجهود السياسية السورية أمام المجتمع الدولي والجهات المؤثرة في القرار بشأن سوريا. الخطاب السياسي الوطني السوري اليوم هو أحد أولى احتياجات السوريين القادرين على دفع المجتمع الدولي باتجاه اهتمام أكبر بالقضية السورية وإنصاف السوريين أمام المأساة الإنسانية التي جرها الاستبداد والعنف الذين يعتمدهما نظام الأسد كسياسة وحيدة لحكم سوريا.

إن وجود أعضاء للحزب في دول مختلفة يفتح الباب للحشد أمام حكومات دول عدة في سبيل دعم تغيير حقيقي في سوريا غير مسنود على مسارات تفاوض وهمية، وغير متجاهل لخسارات السوريين الفادحة.

* لا يثق كثير من السوريين بالأحزاب السياسية ولديهم نوع من الحساسية تجاهها، علاوة على حزب تقوده سيدة، كيف ستواجهون هذه التحديات؟

ياسمين مرعي: نعم، لا يثق الكثير من السوريين بالأحزاب السياسية، وهذا طبيعي في ظل سلطة حزب البعث لعقود، وقمع أي حراك سياسي حر وخارج عن منظومة السلطة الأسدية من جهة، والفشل الذي واجهته المعارضة السورية خلال سنوات الثورة، يشمل ذلك أحزاب المعارضة التقليدية، والأجسام السياسية التي يفترض أنها شكلت لتمثيل السوريين والسوريات من أبناء الثورة من جهة أخرى. لكن لا بد من إنصاف المعارضة أفراداً وأحزاباً وتشكيلات عند الوقوف على سنوات النضال في أيام الأسد الأب ثم الابن، وسنوات الاعتقال التي دفعها الكثير من وجوه المعارضة السورية وكذلك التصفية. وعليه، ولأن الفشل السياسي مسنود في جزء كبير منه على عوامل كانت وما تزال أقوى من قدرة المعارضة على مواجهتها، كان لا بد من التفكير بأدوات سياسية جديدة تعيد خلق ثقة السوريين بالأحزاب وخلق إيمانهم بالحاجة للعمل السياسي وممارسته، وهذا لا يتم إلا ضمن تشكيلات وأحزاب. كما أن المنظومة الحاكمة في سوريا زرعت وهماً مفاده قذارة السياسة والعمل بها، وضرورة فصل الاشتغال في السياسية عن مجالات الحياة الأخرى، وهي إحدى خدع النظام للاستئثار بالسلطة، بينما الواقع أن أثر السياسة واضح في كل تفاصيل حياتنا ولا يمكن فصلها، ولأننا لا نريد ترك مستقبلنا السياسي بأيدي الآخرين، قررنا الدخول في المعترك بعكس ما يريده النظام.

تحتاج أي تجربة حزبية أو سياسية اليوم إلى قاعدة شعبية من كافة السوريين، الذين آمنوا وما يزالون بالحرية والكرامة كقيمتين أساسيتين، وهم يبحثون عما يعيد جمعهم حولهما، وهذا ما نسعى إليه في “أحرار”.

أما عن أن الحزب تقوده امرأة؛ فقد دخلت السوريات في الثورة السورية بندّية وبتواجد كامل على اختلاف مستويات العمل الثوري، وقيمت مشاركة بعضهن، فيما تمت مواجهة حضورهن في مواضع عديدة بالإقصاء تارة وبالتحجيم تارة أخرى. نحن في حزب أحرار نسعى لأن تستعيد السوريات مكانهن الطبيعي إلى جانب الرجال، وإلى الانتقال من التمييز ضد النساء في سياق العمل السياسي إلى مواجهة الإقصاء بمنح فرص متساوية وبالاستثمار بطاقات أعضاء الحزب من الجنسين.

* كيف يخطط حزب “أحرار” لانتشال سوريا كبلد مدمر عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا والنهوض به؟

ياسمين مرعي: يشكل ظرف سوريا كبلد دمرت النسبة الأكبر من بنيته المجتمعية والتحتية، ثم تدهور واقعه الاقتصادي بشدة، يشكل ذلك تحدياً أمامنا، لكنه تحد يدفعنا باتجاه التفكير في هذا الواقع ورسم الخطوط الأساسية التي نراها فعالة في تغيير هذا الواقع حين تسنح الفرصة.

“أحرار” ينطلق في تصوراته لبناء سوريا من الاهتمام بالنسيج الاجتماعي كأحد أهم موارد التغيير والبناء في سوريا. نسعى إلى الحفاظ على دور المجتمع المدني وتطوير هذا الدور، وإلى اعتماد قيم اجتماعية تكفل للمجتمع السوري التعافي، وتركز على تقاسم المسؤولية الاجتماعية بين السوريين على اختلاف منابتهم. أما على المستوى الاقتصادي، فيطمح “أحرار” إلى نظام اقتصادي يعتمد مبدأ اقتصاد السوق، يشجع المنتج المحلي والاستثمار الوطني، يولي اهتماماً بمشاريع البنى التحتية، يسعى لتحقيق توزيع عادل للدخل، ضمان اجتماعي، قانون عمل عصري، تنمية متساوية، حماية للملكية، نظام ضريبي عادل، مكافحة للفساد ومنع للاحتكار، البحث العلمي في المجالات الاقتصادية وضمان حقوق الملكية، دعم تأسيس وحضانة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حماية البيئة وتطوير الشراكات الاقتصادية التي تعود بالمنفعة على السوريين.

Comments تعليقان

Sorry Comments are closed

  • محمد خطيب
    محمد خطيب 16 فبراير 2020 - 10:41

    سكرت بقراءة المقابلة ارجو إرسال نسخة عن النظام الداخلي للحزب و نسخة عن طلب الانتساب إذا أمكن

  • محمد خطيب
    محمد خطيب 16 فبراير 2020 - 10:43

    تصحيح … سررت بقراءة …

عاجل