ياسر محمد- حرية برس:
على غير ما كان متوقعاً، بدأت بوادر انفجار شعبي تلوح في مناطق سيطرة نظام الأسد، تزامناً مع الانهيار التاريخي لليرة السورية، إذ تجاوز سعر الصرف 1100 ليرة لكل دولار. وبدل أن يسعى النظام إلى إيجاد حلول تنقذ حاضنته الشعبية التي دافعت عن بقائه بأرواح أبنائها، لجأ إلى المكابرة، والانتقام من إدلب التي ارتكب فيها مجزرة وحشية على الرغم من سريان اتفاق “وقف إطلاق نار” مزعوم.
وفي التفاصيل، تجمع المئات من أهالي محافظة السويداء، في أول حركة احتجاجية على تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا.
واعترفت وكالة الأنباء التابعة للنظام (سانا)، اليوم الأربعاء، بأن “بضعة أشخاص تجمعوا في ساحة بوسط مدينة السويداء وبدأوا بالهتاف (بدنا نعيش بدنا نعيش) اعتراضاً على الواقع المعيشي في البلاد.
فيما قالت صفحة “السويداء 24”: “قطع المحتجون السلميون الطرق المؤدية إلى الساحة الرئيسية وسط مدينة شهبا، واحتجوا على إهمال الحكومة السورية مواطنيها”.
أمجد الشوفي أحد المشاركين في التظاهرة، قال لوكالة الصحافة الألمانية: “الوضع المعيشي لم يعد يطاق، الرواتب التي تعطى للموظفين لم تعد تساوي مصروف 10 أيام في أحسن الأحوال، ماذا نستطيع أن نفعل كيف لنا أن نعيل أسرنا”.
وأضاف الشوفي: “هذه الوقفة يجب أن تصل إلى كل المحافظات، نحن نطالب بمحاسبة الفاسدين الذين جمعوا المليارات خلال سنوات الحرب والبعض منهم نقل أمواله إلى خارج سوريا، والشعب أصبح يعيش تحت خط الفقر”.
دعوة الشوفي ربما تجد آذاناً صاغية، فقد بدأت بالفعل تظهر دعوات علنية للتظاهر في مناطق سيطرة النظام، ونقل محامٍ سوري إن “إحدى أكبر الصفحات المُتابعة للمسيحيين في سوريا تطالب أهالي دمشق بالخروج إلى الساحات والتظاهر لأجل لقمة العيش”.
وبحسب موقع “الليرة اليوم”، بلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في بداية تعاملات صباح اليوم الأربعاء، 1085 للشراء، و 1100 للمبيع، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في اسعار السلع الأساسية في دمشق.
في سياق آخر، واصل نظام الأسد ارتكاب المجازر في إدلب على الرغم من سريان “هدنة” مزعومة أعلنها الضامنان الروسي والتركي قبل أيام.
وفيما يبدو رداً على تصريحات الرئيس التركي أمس التي قال فيها إن بلاده ربما تضطر إلى وقف جرائم نظام الأسد في إدلب، ارتكبت قوات النظام مجزرة دموية في مدينة إدلب اليوم الأربعاء، أدت إلى استشهاد 15 مدنياً كحصيلة أولوية وإصابة العشرات.
وقال مراسل “حرية برس” إن طائرات النظام الحربية استهدفت سوقاً للخضار والمنطقة الصناعية وسط مدينة إدلب بالصواريخ، ما أسفر عن استشهاد 15 مدنياً بينهم متطوع في الدفاع المدني، وإصابة العشرات بينهم أطفال بجروح متفاوتة.
كما أصيب 7 مدنيين في قصف لطائرات النظام الحربية على مدينة أريحا في وقت سابق اليوم.
وأمس؛ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها أمام كتلة حزبه النيابية في البرلمان: “نجحنا في تطبيق اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب، ونأمل أن يصمد”.. مؤكداً عزم بلاده على وقف خروقات نظام الأسد لوقف إطلاق النار “إن استدعت الضرورة”.
وفيما يبدو متابعة لتصريحات أردوغان، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، اليوم الأربعاء، إن بلاده تبحث مع روسيا أمر إنشاء “منطقة آمنة” داخل محافظة إدلب.
وأضاف الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي في العاصمة أنقرة، أن النظام السوري يستمر في شن الهجمات على محافظة إدلب على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه مع روسيا والذي دخل حيز التنفيذ الأحد الفائت.
وأشار إلى أن بلاده تعمل على تعزيز نقطة مراقبة تحاصرها قوات النظام في إدلب، وأضاف: “انسحاب القوات التركية من نقاط المراقبة أمر غير وارد وهذا النقاط غير قابلة للمساومة”.
إلا أن سكان إدلب يرون عدم نفع تلك النقاط الـ12 التي تحتفظ بها تركيا في المنطقة، من دون أن تمنع مطلقاً هجمات ومجازر نظام الأسد وروسيا وقتل وتهجير المدنيين!.
عذراً التعليقات مغلقة