مصطفى النعيمي – حرية برس:
أقر الكونغرس الأمريكي قانون “قيصر” الذي ينص على فرض عقوبات على نظام الأسد وحماية المدنيين.
وجاء ذلك عقب جلسة تصويت لمجلس النواب الأميركي “الكونغرس” مساء أمس الأربعاء، على اعتماد مشروع قيصر وتحويله إلى قانون، وذلك من أجل تحقيق العدالة والسلم الأهلي في سوريا.
وتعود تسمية القانون باسم “قيصر”، وهو الاسم المستعار للمصور العسكري السوري الذي انشق سنة 2013 وهَرب أكثر من 55 الف صورة لتعذيب وقتل المدنيين في سجون نظام الأسد، وبدوره تم التحقق منها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وعرضت في جميع أنحاء العالم، والتي لا تمثل إلا جزأ بسيط من الجرائم والفظائع التي مازالت ترتكبها تلك القوات بحق السوريين.
ومن أهم بنود القانون هي المساءلة لضحايا “بشار الأسد”، ومن المتوقع أن يمنح الولايات المتحدة أيضاً نفوذاً في البحث عن حل سياسي شامل للحرب السورية.
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” سيقوم بتوقيع قانون تفويض الدفاع الوطني لسنة 2020 بعد أن تم إقراره، بموجب اتفاق بين الحزبين ومجلسين إضافة إلى الكونغرس، قانون قيصر السوري لحماية المدنيين في سنة 2019، الذي يجيز فرض عقوبات على كبار مسؤولي الحكومة السورية والقادة العسكريين عن أكثر من ثماني سنوات من الجرائم والفظائع والمجازر الجماعية التي ارتكبها الأسد وجرائم الحرب ضد المدنيين والإنسانية.
وسيشمل القانون توسيع نطاق العقوبات لتشمل قطاعات رئيسية من الاقتصاد السوري الحكومي والكيانات السورية الداعمة له، للوصول إلى مرحلة إعادة إعمار سوريا إنطلاقا من المحاسبة والعدالة لضحايا النظام.
وأكد القرار أنه سيشمل القوات الأجنبية ومن أهمها الجيش الروسي، ومرتزقة التعاقد مع الحكومة السورية وشركات الطاقة التابعة له وكل العقود التي أبرمت مع النظام ستطالها العقوبات.
ونوه القرار إلى أن العقوبات ستطال القوات شبه العسكرية الإيرانية التي تساند النظام وأكدت إدارة ترامب على دعمها للتشريعات التي أقرت.
ويأتي هذا القرار بعد جهدا طويل حيث تعاقبت على تمريره ثلاث مرات في مجلس النواب الأميركي، حيث تم اعتراض البيت الأبيض فترة ولاية أوباما على التصويت، مما أتاح الفرصة للنظام السوري استعادة أجزاء كبيرة من سوريا ضمن إطار عمليات التفاوض التي جرت في أستانا وسوتشي.
يتبع نظام الأسد سياسة الحصار حيث أستمرت لسنوات في خنق المدن الخارجة عن نطاق سيطرة النظام، حيث جرى استهداف متعمد للدوائر الخدمية والطبية والإسعافية والمدارس والتي بدورها فرضت على المدنيين خيارات قاسية إما الاستسلام او الترحيل إلى الشمال السوري.
وعلى وقع توقيع قرار قيصر مازال النظام السوري يرتكب المجازر في المناطق التي لا تخضع لسلطته يستهدفها بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى وبشكل عشوائي وكذلك بالبراميل المتفجرة التي يلقيها من الطائرات المروحية وبدعم واسناد من سلاح الجو الروسي جوا ودعم بالميليشيات متعددة الجنسيات براً.
يذكر أن تلك الخطوات العملية تندرج في سابقة من نوعها لمحاولة جر نظام الأسد إلى محاكمة دولية وفقا لمحاكمات سابقة جرت في 27 مايو/ أيار 1999 أصدرت محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة قرار يتهم ميلوسوفيتش وأربعة آخرين من كبار قيادات حكومته وجيشه بإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، أفضت بالحكم على ميلوسوفيتش بالسجن مدى الحياة.
عذراً التعليقات مغلقة