أبو إبراهيم.. بائع “الكاسترد” في شوارع غزة

فريق التحرير15 أكتوبر 2019آخر تحديث :
ابن بائع حلوى الكاسترد إبراهيم يعمل على عربة والده في أحد شوارع مدينة غزة – صورة متداولة

فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

يعرفه الكبار قبل الصغار إنه العم “أبو خليل” المشهور منذ بداية الستينات المتجول بعربته الخشبية بين أزقة وحارات مدينة غزة، ليستمر من بعد ابن أخيه “أبو إبراهيم” ويمارس بيع حلوى الكاسترد اللذيذة التي اعتاد العديد من الناس من كافة طبقات المجتمع الذهاب إليه والشراء منه، حيث يركن عربته التي لا تتجاوز الأمتار صباح كل يوم في شارع الثورة بحي الرمال غرب مدينة غزة.

ورث “أبو إبراهيم العوضي” البالغ من العمر 54 سنة مهنة إعداد وبيع حلوى الكاسترد من عمه “أبو خليل” قبل 16 عاماً، والذي اشتهر منذ الستينيات ببيع تلك الحلوى على عربة تجر يدويا على عجلات مطاطية سوداء، كان يجول ويتحرك بها داخل أحياء وحارات مدينة غزة.

يقول العم “أبو إبراهيم” الذي فضل عدم التصوير أثناء حديثه مع حرية برس، “قبل ممارستي هذه المهنة كنت أعمل مصمم أزياء في مدينة يافا داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وبعد الإغلاق ومنع العمال من الذهاب للعمل هناك عام 2001 دفعتني الظروف الاقتصادية السيئة إلى العمل ومساعدة عمي أبو خليل لكبر سنه والتعلم منه لأمارس بيع حلوى الكاسترد من بعده”.

أسرار المهنة

ومثلما ورث أبو إبراهيم أسرار عمل حلوى الكاسترد الغارق في العسل من عمه الراحل، يسعى الرجل لنقل فنون المهنة إلى ابنه البكر إبراهيم بالتوازي مع تشجيعه على طلب العلم، فلا ضير لدى الأب بأن يجمع ولده بين “شهادة وصنعة” في خضم الظروف الحياتية المتقلبة.

وأردف الابن إبراهيم العوضي البالغ من العمر 20 عاماً بالقول إن “حلوى الكاسترد لم يقتصر بيعها على أحياء وحارات مدينة غزة فحسب، بل تعدى ذلك لتصل إلى المحافظات الجنوبية عبر سواقين الجنوب ومصر أيضاً عبر المسافرين المغادرين عبر معبر رفح البري لتوصيلها لأقاربهم هناك”.

ظروف صعبة

وبين إبراهيم أن “هذه العربة لا تكفي لسد قوت اليوم في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشة الصعبة وغلاء الأسعار وبالكاد تصرف جزء من نفقة ومصاريف أسرتي من المستلزمات الأساسية للمنزل بالإضافة إلى تعليم إخوتي في المدارس والجامعات”.

مصنوعة من الخشب

وعن قصة حدادة الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) لعربة أبو خليل وهي ذات العربة، يقول أبو إبراهيم “كان عمي عربته مصنوعة من الخشب وفي حينها كان يعمل صلاح خلف بالحدادة وله محل عند مفترق السامر عام 1963، وأبو خليل عمي يعرف الشهيد أبو إياد جيداً فأراده أبو إياد حدادة عربته وتحويلها إلى عربة من حديد بعدما كانت مصنوعة من الخشب” .

وأوضح أبو إبراهيم أن نسبة التحصيل اليومية تتراجع هذه الأيام نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منه المجتمع الغزيّ بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن عشر سنوات، مبيناً أن زبائنه طوال العام ينقسمون ما بين طلبة المدارس الأساسية والثانوية أو سائقي سيارات النقل العمومي، الذين نسج مع عدد كبير منهم علاقات صداقة وكل ذلك نتيجة المعاملة الحسنة مع الناس.

ويأمل أبو إبراهيم في المستقبل القريب الحصول على دعم مالي لتوسع مشروعه من قبل الجهات المعنية والجمعيات التي تدعم المشاريع الصغيرة بعيدة عن القروض، لإنشاء محل خاص به في مكان مميز لعمل باقي الأصناف من الحلوى المعروفة وهي الحليب بالأرز والشوكولاتة بالحليب وغير ذلك.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل