سوريا.. أبواق عربية سابقة التجهيز

خالد الأصور13 أكتوبر 2019آخر تحديث :
سوريا.. أبواق عربية سابقة التجهيز

كوميديا سياسية سوداء تجري على الأرض السورية منذ سنوات .. يتبادل فيها الممثلون لعب أدوارهم على خشبة المسرح في العمق السوري وعلى أطراف الحدود .. والجمهور في كل الأحوال هم العرب .. شعوباً وحكومات ومنظمات .. لكن قمة المشاهد الكوميدية السوداء شاهدناها مؤخرا ، والتي صاحبت عملية نبع السلام التركية لإقامة منطقة آمنة على الحدود التركية السورية ضد هجمات حزب العمال الكردستاني والأحزاب الكردية الأخرى العاملة على الأراضي السورية والمدعومة أمريكيا وصهيونيا ..

المشهد الكوميدي الأخير تمثل في أن روسيا التي تحكم سوريا بشكل فعلي ومباشر وكامل منذ سبع سنوات، وبشار الأسد مجرد ألعوبة بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والحكومة السورية تتلقى أوامرها من سكرتارية الكرملين في موسكو.. قمة الفكاهة أن روسيا تؤيد العملية التركية وتتفهم دوافع أنقرة في حماية حدودها ضد هجمات الأكراد انطلاقا من الأراضي السورية.. بل إن تركيا أعلنت أنها نسقت مع روسيا قبل البدء بالعملية، ومع ذلك نسمع ميتاً قام من نعشه ونعق نعيق الغربان عبر أبواق “الجامعة العبرية” الناطقة باسم “العواصم العبرية” تنديداً ورفضا للعملية التركية ..

وأنا ككاتب وباحث عربي أرفض أيضاً الاجتياح التركي للأراضي السورية.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وعمته وخالته لماذا صمت العرب طيلة هذه السنوات على الاحتلال شبه الرسمي الروسي لسوريا؟؟!!

ولماذا صمت العرب على القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، وعلى منظمات كردية معلوم أنها مدعومة أمريكيا؟؟

بل حتى هذا الاحتجاج بالصوت العربي العالي وصولاً لمجلس الأمن الدولي لم نسمعه بنفس قوة الأبواق الحالية تجاه ما يشبه الغزو الإيراني لسوريا..

كل هذه المشاهد الكوميدية السوداء بخلفياتها التاريخية القريبة وملابساتها الحالية تؤكد أن دور العواصم العربية على المسرح السوري الدامي مجرد استدعاء ميت ليؤدي دوره سابق التجهيز ثم يعود إلى قبوه وسباته العميق.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل