ياسر محمد- حرية برس:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ظهر اليوم الأربعاء، بدء العملية العسكرية في شمال شرق سوريا، تحت اسم “نبع السلام”.
وقال أردوغان إن “جيشنا والجيش الوطني السوري بدآ عملية نبع السلام ضد تنظيم الدولة الإسلامية والوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني”.
وكتب الرئيس التركي على تويتر: “سنحافظ على وحدة أراضي سوريا ونخلص سكان المنطقة من الإرهاب عبر عملية نبع السلام”.
وفور إعلان أردوغان انطلاق العملية، قصفت الطائرات التركية قرية مشرافة غرب رأس العين مع حركة نزوح جماعي من مدينة رأس العين.
وبدأت الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة التركية قصف مدينة رأس العين، على الحدود السورية ـ التركية. فيما استهدفت المدفعية التركية الصوامع وشارع المحطة وشارع ملا درويش في المدينة. كما استهدفت المدفعية التركية نقاط ميليشات “قسد” في الدرباسية، وجرت اشتباكات بين “وحدات حماية الشعب” الكردية والجيش التركي في معبر الدرباسية وسط قصف مدفعي يستهدف محيط المدينة.
على صعيد ردود الإفعال الإقليمية والدولية، أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية أنّ فرنسا تدين “بشدة” الهجوم التركي وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية “تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل”. مضيفة: “سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي”.
بدورها؛ أدانت ألمانيا “بقوة”، العملية التركية، وقال وزير خارجيتها: “العملية التركية في سوريا ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة وستعزز من وجود تنظيم داعش”.
ومن جهته؛ طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر، تركيا بوقف هجومها في سوريا، وقال: إنّ الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروبي: “أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حاليا”.
بدوره، دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، تركيا إلى “حماية المدنيين” والتحلي “بأكبر قدر من ضبط النفس” في عملياتها العسكرية في سوريا.
جامعة الدول العربية الغائبة عن المشهد السوري منذ سنوات، سارعت للتصريح وأعرب أمينها العام أحمد أبو الغيط عن قلقه وانزعاجه من عزم تركيا على بدء عملية عسكرية في شمال سوريا.
وقال مصدر في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إن “هذه العملية المزمعة من جانب أنقرة تمثل انتهاكاً صريحا للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري”.
مصر دعت لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث التطورات “وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها”.
وأدانت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم، بأشد العبارات “العدوان التركي على الأراضي السورية”.
وجاء في البيان الذي أوردته رويترز: “أن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي”.
وأكد البيان على “مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء هندسة ديمغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا”. فيما تجاهلت مصر وما زالت التغيير السكاني والديمغرافي الذي أحدثته روسيا وإيران بشكل سافر في معظم المناطق السورية!.
في أوروربا، قال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك في بيان، إنه استدعى اليوم الأربعاء سفير تركيا لدى بلاده بعدما بدأت أنقرة عملية عسكرية في سوريا.
وأضاف بلوك في بيانه: “هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا.. ندعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه”.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة مغلقة بشأن سوريا غداً الخميس بعدما بدأت تركيا عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد.
وذكر الدبلوماسيون أن جلسة المجلس، الذي يضم في عضويته 15 دولة، لبحث الوضع في سوريا تأتي بطلب من أعضاء أوروبيين هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.
يذكر أن تركيا أبلغت أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمس الدائمين إضافة إلى إيطاليا وحلف الناتو ببدء عمليتها العسكرية على الحدود السورية التركية.
وقال وزير الخارجية جاويش أوغلو إن العملية تتوافق والقوانين الدولية ومقررات مجلس الأمن. وأكدت تركيا دائماً أنها تهدف من خلال العملية إلى حماية أمنها القومي وإبعاد المنظمات الانفصالية عن حدودها، ناهيك عن ضمان إعادة نحو مليوني لاجئ سوري وتوطينهم في تلك المنطقة.
عذراً التعليقات مغلقة