دعا الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” اليوم الأربعاء، إلى تغيير في سياسة الهجرة الحالية “غير الفعالة وغير الإنسانية”، محذراً في الوقت نفسه من أن “فرنسا لا تستطيع استقبال الجميع إذا كانت تريد استقبالهم بشكل لائق”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه إذاعة “يوروب 1” من نيويورك، طالب فيها “بالتخلي عن بعض المواقف التي نحاصر أنفسنا بها”، بين “ضمير حي” أو “تشدد غير ضروري”، على حد تعبيره.
تأتي تصريحات “ماكرون” قبل نقاش حول الهجرة سيجري في 30 أيلول/سبتمبر في الجمعية الوطنية و2 تشرين الأول/أكتوبر في مجلس الشيوخ، حيث يأمل ماكرون أن تطرح المسألة بشكل “هادئ للغاية”.
وشدد الرئيس الفرنسي أنه لا يجب أن يسود الاعتقاد أن هذه الظاهرة ستسبب الضرر لبلاده، أو أن فرنسا بلداً لم يتشكل قط جزئياً من الهجرة، مشيراً إلى أنه قد واجه بعض الفشل بشأن الأهداف التي حددتها حكومته، مطالباً السلطات بالإسراع في دراسة طلبات اللجوء ومساعدتهم في الاندماج، خصوصاً من خلال تعليمهم الفرنسية.
وأقر “ماكرون” في حديثه أن الاتحاد الأوروبي بمافيه فرنسا تتعامل بطرق غير إنسانية بهذا الخصوص، داعياً في الوقت نفسه إلى “بناء سياسة أوروبية جديرة بأن تسمى كذلك، بهدف تفادي موت الناس في المتوسط”.
وقد ارتفعت طلبات اللجوء إلى فرنسا، على عكس جيرانها، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مع 19 ألف طلب لجوء إضافي في عام 2018 بما يشكل ارتفاع بنسبة 23%، و110 آلاف طلب لجوء بالإجمال، ما يجعل فرنسا رابع بلد من حيث عدد طلبات اللجوء وفق منظمة التعاون.
وتأتي طلبات اللجوء خصوصاً من ألبانيين وجورجيين ترى السلطات بشكل كبير أن ملفاتهم ليس لها أساس، ويزداد الاستياء من الهجرة “الكبيرة” خصوصاً في أوساط الطبقات التي تعد شعبية، ويرى 88% من العمال و64% من الموظفين أن “هناك الكثير من الأجانب في فرنسا”، مقابل 41% فقط ممن هم مراكز قيادة، بحسب الإحصاء السنوي لإيبسوس/سوبرا ستيريا.
من الجدير بالذكر أن المهاجرين يشكلون 9,7 بالمئة من السكان الذي يعيشون في فرنسا، مقابل 5% عام 1946، بحسب المركز الوطني للاحصاءات.
Sorry Comments are closed