ياسر محمد- حرية برس
تواصل معظم الأطراف السورية العسكرية والسياسية انفصالها عن الواقع، وبث ادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، ما من شأنه توسيع الهوة بين هذه الجهات وحاضنتها من جهة، وبينها وبين داعميها أو خصومها الدوليين من جهة أخرى.
آخر صيحات “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) وهو الذراع السياسي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تسيطر على معظم مناطق شرقي الفرات، ادعاء رئاسته المشتركة أن اتفاق “المنطقة الآمنة” قد تم تنفيذه بشكل كامل!.
وفي التفاصيل، قال الرئيس المشترك لـ”مسد” رياض درار، اليوم الخميس، إنهم نفذوا كامل الاتفاق مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة، “إلا أن تهديدات أنقرة باجتياح شمال البلاد تهدف إلى ابتزاز الأوروبيين والأمريكيين”، وفق زعمه.
وأضاف درار لموقع “باس نيوز”، بحسب ما نقلت صحيفة “عنب بلدي”: “نحن من جانبنا نفذنا الاتفاق بشكل كامل، الكثير من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) انسحبت من منطقة الحدود، وهناك مجالس عسكرية هي التي تقوم بتأمين هذه الحدود والمناطق، وهي مجالس مناطقية، من أبناء المنطقة”.
وأكد درار: “عملياً فإن كل ما تم الاتفاق عليه جرى تنفيذه”.
وتأتي تصريحات رياض درار الغرائبية والمنفصلة تماماً عن الواقع، في ظل استمرار الأخذ والرد بين طرفي اتفاق “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات (تركيا وأميركا)، لكن يتفق الطرفان على أن تنفيذ الاتفاق ما زال في خطواته الأولى.
واليوم، نفذت مروحيات تركية وأميركية، طلعة جوية مشتركة في أجواء شمال شرقي سوريا، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق المنطقة الآمنة.
وذكرت وكالة الأناضول، أن مروحيتين تركيتين وأخريين أمريكيتين أقلعت من مركز العمليات المشتركة في قضاء أقجة قلعة بولاية شانلي أورفة التركية، لتنفيذ جولة التحليق المروحي المشترك، وهي الرابعة منذ توقيع الاتفاق في السابع من آب الماضي.
وفي الحراك المستمر للتوصل إلى إنشاء تلك المنطقة، وصل أمس الأربعاء، وفد عسكري أمريكي، إلى ولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا، للقاء مسؤولين عسكريين أتراك.
وترأس الوفد العسكري الأمريكي نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا، ستيفن تويتي، ونائب قائد القوات المركزية الأمريكية، توماس بيرغسون.
بالتوازي، وصلت أربع شاحنات تركية، فيها كتل إسمنتية إلى بلدة أقجة قلعة، التابعة لولاية شانلي أورفة الحدودية مع سوريا، برفقة دوريات عسكرية، أثناء توجهها إلى الحدود التركية السورية.
وكثفت تركيا تدابيرها الإدارية لضبط المنطقة من انفلات محتمل فيما يبدو، وفي هذا الشأن جرى لقاء في المجمع الرئاسي التركي اليوم الخميس، برئاسة نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، مع وزراء وتقنيين أتراك.
وحضر الاجتماع نواب عن رئاسة الجمهورية ونواب في البرلمان ووزراء معنيون بالمنطقة، إلى جانب نواب عن الشؤون الدينية والهلال الأحمر التركي.
وتضمن الاجتماع مناقشة الاستعدادات التي اتُّخذت بشأن المنطقة الآمنة في شمال سوريا والاستعدادت الواجب اتخاذها.
يذكر أن اتفاق 7 آب حول المنطقة الآمنة يتضمن أن ينسق الطرفان التركي والأميركي إدارة المنطقة ورعاية شؤونها.
Sorry Comments are closed