عائشة صبري – حرية برس:
تعتزم الأمم المتحدة زيارة مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية – الأردنية، في مهمة مشتركة مع الهلال الأحمر العربي السوري وذلك لتقييم الوضع في المخيم خلال خمسة أيام من 15 إلى 20 آب/أغسطس الجاري، فيما يرفض القائمون على شؤون المخيم هذا الأمر كونه يصب في صالح نظام الأسد والروس.
وقالت الأمم المتحدة في بيان المهمة الذي أرسلته إلى مخيم الركبان وحصلت “حرية برس” على نسخة منه: إنَّ “الهدف الأساسي من هذه المهمة هو تحديد عدد الأشخاص الذين يرغبون في مغادرة الركبان باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وذلك لتسهيل إجراءات نقلهم فيما بعد”.
وأضافت، أنَّه “سيجري أيضاً إجراء تقييم للاحتياجات لمن أعربوا عن رغبتهم في البقاء في الركبان”، مشيرةً إلى أنَّه لن تقدم أيَّ مساعدة إنسانية في الركبان في أثناء مرحلة التقييم هذه، بينما ستقدم المساعدة في المرحلة الثانية (مرحلة نقل الراغبين بالخروج من الركبان).
بدوره، الصحفي “خالد العلي” المتواجد في مخيم الركبان قال لـ”حرية برس”: “نحن نرفض البنود التي يتقدم بها مكتب الأمم المتحدة إلينا كونهم لم يحققوا المطالب السابقة المتمثلة بـتسجيل مخيم الركبان على قوائم للأمم المتحدة، وإدخال قوافل مساعدات بشكل دوري ومستمر، والسماح للمرضى بالذهاب إلى المشافي السورية للعلاج ثم إعادتهم إلى مخيم الركبان”.
وأكد “العلي” أنَّ “الأمم المتحدة لم تلتزم بأي بند من هذه البنود، بل على العكس ساعدت النظام بإطباق الحصار على المخيم منذ ستة أشهر إلى اليوم، ما أدى لارتفاع ملحوظ في أسعار الخضروات والمواد الغذائية والمحروقات إن وجدت”.
من جهته، أفاد “محمد الدرباس الخالدي” رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، بأنَّ “غاية الأمم المتحدة من مهمة الخمسة الأيام هو بعيد المنال عنها، فالبادية السورية بلدنا، ومدينة تدمر وما حولها هي الآن منطقة عسكرية محتلة من نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والروسية”.
وأوضح “الخالدي” في تصريحه لـ”حرية برس، أنَّ “أعضاء المجلس المحلي ووجهاء المخيم تكلموا مع مسؤولي الأمم المتحدة بخصوص مجيئهم إلى المخيم، وطلبوا منهم اللقاء في نقطة خارج المخيم كي يوصلون لهم طلبات الأهالي”، معرباً عن عدم رغبتهم في مجيء وفد الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بهذه الطريقة التي يرودون خلالها “استطلاع رأي الأهالي بالذهاب لمناطق سيطرة النظام بما يخدم مصالحه، من دون أيَّ ضمانات”.
وذكر رئيس المجلس المحلي، أنَّ “العدد المتبقي في مخيم الركبان وأطرافه ضمن منطقة الـ55 يُقدر بستة آلاف نسمة، ومطالبهم بسيطة هي فك الحصار عن المنطقة ووصول المنظمات الإنسانية إليهم، أو تأمين طريق آمن للوصول إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري”.
وأشار في ختام حديثه، إلى أنَّ آخر قافلة خرجت من المخيم كانت يوم الأربعاء الماضي مؤلفة من نحو 200 شخص، مؤكداً أنَّه “من تبقى في المخيم لا يُريد الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام شرقي حمص، فالطريق مفتوح، ومن ذهب أجبره المرض والفقر على ذلك، والعائلات موجودة حالياً في المدارس ومخيمات الإيواء التي تُعتبر سجون تحت قبضة النظام وسُجّلت عشرات حالات الاختفاء لشباب وشيوخ من أهالي الركبان عقب وصولهم إلى مراكز الإيواء”.
يذكر أن بيان الأمم المتحدة تضمن رسالة لمن يود مغادرة الركبان، جاء في تفاصيلها:
• ستكون هناك ثماني نقاط للتسجيل داخل الركبان حيث يمكن للأشخاص الراغبين في المغادرة إلى أماكن سيطرة الحكومة السورية تسجيل أسمائهم وطرح أي استفسار، سيقوم فريق من الأمم المتحدة والهلال الأحمر بتقديم المساعدة حسب الحاجة.
• سيقوم فريق من الهلال الأحمر بتعبئة استبيان، يرجى تقديم الدعم اللازم لهذا الفريق.
• سيقوم فريق الهلال الأحمر بتزويد كل من يرغب بالمغادرة ببطاقة شخصية تتضمن معلومات شخصية (اسم العائلة، رقم الهوية ، إلخ)، وينبغي على كل من يرغب بالمغادرة تسليم بطاقته إلى متطوعي الهلال الأحمر في نقطة الواحة (الواقعة خارج منطقة ال 55 كم) أثناء المغادرة لاحقاً.
• سيقوم فريق الأمم المتحدة بتقديم المساعدة اللازمة من خلال ثمانية مكاتب متواجدة في ثمانية مواقع مختلفة في الركبان.
• سيتم تحديد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة للحالات الطبية الحرجة الذين يرغبون في مغادرة المخيم وسيتم إعطاءهم الأولوية للمغادرة.
وبالنسبة لأولئك الذين يرغبون في البقاء أو لم يقرروا بعد:
• ستجري اجتماعات بين موظفي الأمم المتحدة وممثلي المجتمع المحلي، نحن نشجع النساء على حضور تلك الاجتماعات.
• الهدف الرئيسي من هذه الاجتماعات هو تقييم الاحتياجات الرئيسية وفهم متطلبات أولئك الذين اختاروا البقاء في الركبان لمحاولة الوصول لحلول مستدامة.
• سيتم تخصيص خيام منفصلة لهذه الاجتماعات وستتواجد هذه الخيام بالقرب من نقاط التسجيل الثمانية، عملية نقل الناس من الركبان: (سيتم إبلاغكم بالوقت المحدد لاحقاً)
• بعد الانتهاء من مهمة تقييم الاحتياجات، سيعمل فريق تابع للأمم المتحدة والهلال الأحمر على المرحلة الثانية، والتي تشمل نقل الأشخاص الراغبين بالمغادرة من الركبان إلى مراكز إيواء في حمص.
• إن رحيل الناس من الركبان هو أمر تطوعي، للأشخاص الذين لا يرغبون في المغادرة الحق في البقاء في الركبان.
• سيتم تقديم مواد إغاثية للأشخاص المغادرين خلال الطريق (في الحافلات) وفي مراكز الإيواء، كما سيتم تقديم مواد إغاثية لمن فضلوا البقاء في الركبان.
• سيتم تقديم مواد إغاثية عادلة لمن رغبوا بالبقاء في الركبان، سيتم تحديد نوع وكمية المساعدة بعد الانتهاء من مهمة تقييم الاحتياجات.
• من المتوقع أن تتم عملية المغادرة على فترة خمسة أيام، وسيتم النقل على عدة دفعات حسب عدد الأشخاص الذين يعتزمون المغادرة.
• سيتم جمع المغادرين في نقاط محددة داخل الركبان، سيتم الإعلان عن أماكن التجمع لاحقاً.
• سيتم نقل الأمتعة في شاحنات بينما سيتم نقل الأفراد في حافلات.
• جميع وسائل النقل المتاحة هي مجانية بالكامل، يمكنكم جلب جميع ممتلكاتكم الشخصية.
• سيكون هناك أربعة فرق تابعة للأمم المتحدة و الهلال الأحمر: 1) داخل الركبان 2) عند نقطة تفتيش جليغم 3) في نقطة الواحة 4) فريق يرافق الحافلات والشاحنات إلى مراكز الإيواء في حمص.
• سيتم تحديد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة للحالات الطبية الحرجة الذين يرغبون في مغادرة المخيم وسيتم إعطاءهم الأولوية للمغادرة، وليس عليهم الانتظار في نقاط التجمع، ستقوم الحافلات بنقلهم من أماكن إقامتهم مباشرة وسيتم ترتيب مقاعد خاصة لذوي الإعاقات البدنية.
تجدر الإشارة إلى أن أول دفعة خرجت من مخيم الركبان في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، وتضمنت ما يقارب المئة شخص من أهالي بلدة “مهين” شرقي حمص، وقد أعلنت روسيا بعدها عن فتح ممرات إنسانية في 19/2/2019، ثم خرجت أول الدفعات بعدد كبير في مطلع الشهر الرابع وتوالت الدفعات حتى الأسبوع الماضي 7 آب الجاري.
Sorry Comments are closed