أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن أكثر من 400 ألف شخص من سكان إدلب في شمال غرب سوريا قد نزحوا إلى الشمال بعيداً عن القصف، وقد لجؤوا في بعض الأحيان إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا المجاورة تضم مخيمات للنازحين.
وأوضح بيان لمكتب تنسيق المساعدة الإنسانية أن النازحين يغادرون خصوصاً جنوب إدلب وشمال محافظة حماة، وهم يتوجهون بشكل عام إلى قطاعات لا يطالها القصف شمالاً، ويصلون في بعض الأحيان إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا المجاورة تضم مخيمات للنازحين، في ظل قصف مكثف من العدوان الروسي والنظام الأسدي.
وقال البيان: إن “مخيمات النازحين مكتظة وكثيرين يضطرون للبقاء في الهواء الطلق”، مشيراً إلى أن حوالى ثلثي النازحين موجودين خارج المخيمات، وأضاف أنه “في محافظة إدلب وحدها تستقبل نحو مئة مدرسة حالياً نازحين، وأن غالبية الذين يفرون ينزحون إلى خارج محافظة إدلب بينما توجه عدد قليل إلى شمال محافظة حلب، مؤكداً أن مدناً وقرى بأكملها خلت على ما يبدو من سكانها الذين فروا بحثاً عن الأمان والخدمات الأساسية.
في سياق متصل نددت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة “ميشال باشليه”، اليوم الجمعة بـما أطلقت عليه “اللامبالاة الدولية” حيال تزايد عدد القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية في شمال غرب سوريا.
وقالت “باشليه”: إن “الغارات الأخيرة استهدفت المرافق الطبية والمدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية مثل الأسواق والمخابز”، وأشارت بقلق إلى أن النزاع في سوريا لم تعد تلتقطه الرادارات الدولية، وأن الغارات الجويّة تؤدي إلى مقتل وتشويه أعداد هائلة من المدنيين عدة مرات في الأسبوع، ويبدو أن الرد عليها هو بتجاهلها جماعياً.
ورأت أن مجلس الأمن أصيب بالشلل بسبب فشل أعضائه الدائمين الخمسة المستمر في الموافقة على استخدام سلطتهم ونفوذهم لوضع حد نهائي للاشتباكات وعمليات القتل، مضيفة أن هذا فشل في القيادة تعيشه أقوى دول العالم، ويؤدي إلى مأساة على نطاق واسع لدرجة أننا لم نعد قادرين على التماهي معها أبداً.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، تصعيداً في قصف نظام الأسد بدعم من الطيران الروسي منذ نهاية نيسان/أبريل، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى تدمير شبه تام في البنية التحتية وخسائر بشرية فادحة.
Sorry Comments are closed