“سماء واسعة لفرح مر” مجموعة شعرية للأديب محمد طه العثمان

فريق التحرير19 يوليو 2019آخر تحديث :
غلاف مجموعة (سماءٌ واسعة لفرحٍ مرّ) الشعرية، للشاعر السوري محمد طه العثمان

عن دار موزاييك للدراسات والنشر في إسطنبول صدرت حديثاً مجموعة (سماء واسعة لفرح مر) للشاعر والناقد السوري محمد طه العثمان.

يستهل الشاعر مجموعته الشعرية الجديدة، وهي الرابعة له، بـ (كلمة لا بد منها) يقول فيها: “لقد فتحتَ الكتابَ بعدما أُغْــلِق، ومسحْتَ الغبارَ عن الأوراق… لذا مَنْ يرضى لن يشقى. أما حين تريدني أن أكون شبيهكَ، فاعلمْ:
كلنا في دواخلنا بذور حكمةٍ وبذور جهل… في ذواتنا الشيء ونقيضه: المستبد والعادل؛ الحكيم والمجنون..
لا تصدّقْ خيالك كيلا تُجَنّ، ولا تحبسْنِي في وعْيِكَ، فتدخلَ السجنَ معي، اخرجْ من الحكاية فقط عنــدما تتْــقنها.
الحياة قناع، نعم قناعٌ يُلْـــبَس بوجهين… وأنا الآن ألبس وجهه الثاني”.

تقسم المجموعة إلى خمسة فصول في كل فصل عدد من القصائد التي تنوعت موضوعاتها وأساليبها، والملاحظ في المجموعة أن الفصول الأربعة الأولى تنتمي إلى نمط قصيدة النثر، وهي تجربة جديدة يخوضها العثمان، حيث إنه نشر قبل هذه المجموعة ثلاث مجموعات، لم تحتفِ بهذا الشكل بقصيدة النثر.

الوطن والفقد والحرب والحنين كلها مواضيع عمل الشاعر على تفجير طاقاتها بأسلوب وطريقة مغايرة.

وعن ذلك يقول محمد طه العثمان لـ “حرية برس”: “أحاول في مجموعة (سماء واسعة لفرح مر) أن أقدم لبوسا جديدًا لقصيدة النثر، مشتغلاً على تكنيك جديد يخصني، جامعًا بين البساطة والعمق، ومكثفًا اللقطة المكتوب عنها، خارج نقاط حدي آني”.

ومن أجواء المجموعة نقرأ للشاعر المقتطفات التالية:

(شارعٌ من الجنون…)

كَمْ عليَّ أنْ أبكي لأرسمَ شارعًا عابثًا

بالمجانينِ…!

شارعًا مسكونًا بأنفاسِكِ وظلالِ العصاة…؟

كم عليّ أنْ أجرّبَ شعورَ اليمامِ

لأحكي للقناصِ عن ذعركِ في المعاني الباردة…؟

كم عليّ أن أكتبَ اسمَكِ في عيوني

ليعرفَ الحاسدونَ كم شارع من الجنونِ

يوصلني إليكِ…؟

….

(سَادنُ النّياشينِ الحمر …)

أنا الجنرالُ ذو النياشينِ الحُمر.

أَرْقصُ كالبَهلوانِ، وأَرْكضُ كالغَزالةِ مِن دونِ تلفّتٍ.

كفّي مَصقولةٌ بالأسمنتِ، ورَقْبتي مُرصعّةٌ بالقصائدِ.

علَّمَتْني الطريدةُ إيقاع التمهّلِ…

أرى بروحِ قلبي، وأفكّرُ بقلبِ روحي،

وآكلُ مِن كبِدِ الخَائفين.

**

لي جَناحانِ مِن خشبٍ ونار،

لا أجيدُ الطيرانَ؛ لكنَّ النَّارَ تملؤني بالرغبة.

أعدو في الشوارع كديكٍ متوحش، أنفشُ ريشي

وجناحيَّ الخَشبيّين.

لا أجيدُ مِن لُغةِ الجدران إلا ما بَاحتْهُ لي أنّاتُ الضّحايا.

ولا أعرفُ عن جليد الخُطى إلا ما دسّتْهُ لي

أقدامُ الجُثث.

نعم أنا ذاكُ الجِنرال البائسُ…

كفّي المصقولة بالأسمنت

تخدعني دومًا؛ وتكتبُ لكم مثلَ هذه القصائد.

* ** *

الأديب السوري محمّـد طه العثمان في سطور:

الأديب والناقد السوري محمد طه العثمان

ــ شاعر وناقد سوري من مواليد مدينة حلفايا في محافظة حماة في العام 1984، ويعيش حالياً في تركيا.

ــ يحمل إجازة في اللغة العربية وآدابها، وعمل أستاذاً بالوكالة لمادة الشعر الحديث في كلية الآداب في حماة بين عامي 2011 و 2013، ويدير حالياً دار موزاييك للدراسات والنشر في إسطنبول.

ــ حاصل على عدة جوائز عربية ومحلية منها جائزة البردة العالمية في الشعر الفصيح في العام 2015، وجائزة الشارقة للإبداع العربي في حقل النقد، وله مشاركات عديدة في مهرجانات أدبية عربية ومحلية.

ــ إضافة إلى مجموعته الشعرية الجديدة (سماء واسعة لفرح مر)، صدر له ثلاث مجموعاتٍ شعرية: “دخانُ الدفء والمعنى”، “سِدرةُ الموت.. شهوةُ الوطن” و “جاءتْ تُربّي الضُوء”.

– كما صدر لهُ ثلاثة كتبٍ نقدية: “الـبُعد الثاني: قراءةٌ في آفاق الشعرية العربية”، “لـذّةُ الرؤيا: المكوّنات السرديّة بين التوظيف والإيحاء”، و “توقُ النصّ وأُفقُ الصورة: قراءة للدراميّة في الشعر العربي”. ولهُ رواية واحدة هي: “حَرَبْـلِـكْ”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل