فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
رغم انعدام وقلة الفرص داخل المجتمع الفلسطيني، إلا أن الطاقات الشابة ما تزال قادرة على الإبداع والرقي بمواهبها نحو القمة، “غدير” شابةٌ فلسطينية تقوم بصنع وابتكار وسائل تعليمية بسيطة واستخدامها في المناهج التدريسية بغرض إيصال المعلومة بشكل أسهل للطلاب داخل الفصل الدراسي.
تقول الشابة “غدير خليل السقا” (26 عاماً)، الحاصلة على درجة البكالوريوس من كلية التربية في جامعة الأزهر بغزة إن “بداية الفكرة كانت خلال سنة التدريب العملي وأنا طالبة على وشك التخرج داخل أروقة الجامعة، حيث أنني نزلت إلى المدارس الحكومية التابعة لوزارة التربية والتعليم، وبدأت التدريب ولاحظت أنني عاجزة عن إيصال الفكرة والمعلومة بالشكل المطلوب إلى الطلاب داخل الفصل نتيجة عدد الطلاب الكبير داخل الفصل وصعوبة ضبطهم بالإضافة إلى أن صوتي كان منخفضاً ولا يتمكن الطلاب الجالسون في آخر الفصل من سماعه”.
أول وسيلة تعليمية
وتردف السقا قائلةً: “فكرت في صناعة الوسائل التعليمية لكي أستطيع من خلالها جذب انتباه الطلاب داخل الفصل والتي أطلقت عليها فيما بعد (العب وأتعلم مع غدير)، وفي نفس الوقت أكون قادرة على إيصال المعلومة إليهم بكل سهولة ويسر بأقل جهد ممكن، وفعلاً قمت بصناعة أول وسيلة تعليمية وكانت عبارة عن مجسم لجهاز جوال ذو ألوانٍ جذابة تلفت انتباه الطلاب داخل الفصل، ولاحظت أن الطلبة صار تركيزهم أعلى، ويومها تفاعل الطلاب بشكل فاق توقعاتي”.
ولم تكتف الشابة العشرينية بصناعة الوسائل التقليدية، بل صارت تنتج تلك الوسائل بأفكار إبداعية جديدة، لكي تستخدمها في مجال التعليم والتدريس وإيصال المعلومة بشكل واضح للطلاب داخل الفصل، إلى جانب تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التفاعل والمشاركة أثناء شرح الدرس لهم.
وسائل تلائم الهدف والدرس
تضيف السقا: بعد تخرجي من الجامعة، انتظرت عاماً كاملاً للحصول على فرصة عمل دون جدوى، نظراً للوضع القائم الذي يعيشه قطاع غزة من ضيق الحال وانعدام الفرص، لكنني لم أتوقف عن الإبداع والمشوار الذي بدأته منذ أن كنت متدربة، لأقوم بعمل الوسائل التعليمية للأقارب والأصدقاء بأسعارٍ رمزية، إلى جانب أنني قمت بالمشاركة الأولى داخل معرض للقيام من خلاله بعرض أعمالي وشرح للزوار المعرض كيفية تعليم الطلاب بواسطة تلك الوسائل التعليمية، لما في ذلك من تيسير في إيصال المعلومة لهم.
وعن أبرز الوسائل التعليمية التي تقوم بصنعها، تقول الشابة غدير “لا أقتصر على عدد أو نوع معين من الوسائل التعليمية أو فئة عمرية، حيث إنني أقوم بصناعة الوسائل للصفوف من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الحادي عشر، محاولة صنع الوسائل التعليمية التي تلائم الهدف من الدرس، مضيفة أنها تصنع تلك الوسائل لكلا الطرفين: المعلمون والطلاب، وبيعها لهم بأسعار رمزية”.
صعوبات العمل
تقول السقا: صعوبات ٌوعراقيل كبيرة واجهتي خلال عملي وصنعي لتلك الوسائل التعليمية، من أبرزها مشكلة الكهرباء حيث كانت بالنسبة لي تعيق الإنتاج وتحدّ منه، إلى جانب تقليد تلك الوسائل التعليمية التي أقوم بابتكارها من قبل الآخرين.
وعن رسالتها تقول غدير لأصحاب المواهب الشابة: “لا تنتظروا أن تأتي الفرصة إليكم، كونوا أنتم من تصنعون وتخلقون الفرص بأنفسكم وقوموا بإيصال مواهبكم إلى العالم من وسط الوجع والألم الذي نعيشه داخل قطاع غزة، فالطريق ليس مفروشاً بالورود”، أما الرسالة الأخرى، تقول السقا: على الجهات المختصة العمل تهيئة السبل والطرق لأصحاب المواهب لكي يتمكنوا من الانطلاق بأنفسهم وإظهارها إلى العامة وعدم إهدار المال في مشاريع لا فائدة منها.
تحلمُ الشابة العشرينية بافتتاح مشغلٍ خاص لها لكي تتمكن من صناعة الوسائل التعليمية بشكل أوسع، وصقل موهبتها وتطويرها لكي تقدم أشياءً جديدة تنفع أبناء الشعب الفلسطيني والمجتمع ككل.
Sorry Comments are closed