ياسر محمد- حرية برس:
استبقت الحكومة التركية إعلان موقف رئيس بلدية إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو، من الوجود السوري في المدينة، وعملت على امتصاص النقمة والهجمة التي شنها متطرفون وعنصريون على الوجود السوري في تركيا عقب إعلان فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض ببلدية إسطنبول، إذ تصدر هاشتاغ (فليغرب السوريون من هنا).
وعلى الرغم من توقعات تفيد بأن موقف إمام أوغلو لن يكون سلبياً من السوريين، بعكس مواقف رؤساء بلديات أخرى منتمين للمعارضة أظهروا مواقف عدائية تجاه السوريين، فإن الحكومة التركية استبقت أي تصريحات محتملة، بالتشديد على ترحيل أي سوري مخالف في إسطنبول، فيما أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة طمأنة تفيد باحتمال عودة مليون سوري من عموم تركيا إلى الداخل السوري حال إنشاء “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا.
وأمام أعضاء حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إنّ حوالي مليون سوري سيعودون من تركيا إلى بلادهم، بعد إعلان المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا على امتداد الحدود التركية السورية.
وأضاف أردوغان: “نحاول توسيع المنطقة الآمنة على امتداد حدودنا بقدر المستطاع حتى يتمكن اللاجئون السوريون في بلادنا من العودة لبلادهم”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّه “في الوقت الراهن عاد 330 ألف سوري لكنني أعتقد أنه عند حل المشاكل في منبج وشرق الفرات، سيصل العدد سريعاً إلى مليون”.
وفي مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع، شدد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، على إزالة اللافتات العربية في عموم تركيا، وفرض النظام والقانون على السوريين وغيرهم، مؤكداً أنه سيتم ترحيل كافة المخالفين السوريين وغيرهم من إسطنبول، وأوضح: “لن نرى أي شخص لا يحمل عنوان سكن دائم في جيبه، وسنحقق هذا الأمر في غضون 6 أشهر”.
ودافع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن وجود اللاجئين السوريين على الأراضي التركية مشيداً بدورهم في بناء الاقتصاد التركي، وقال في هذا الصدد: “لا تظلموا السوريين وغيرهم، للسوريين دور في تطوير وتنمية الاقتصاد التركي، والأفغان أيضاً”.
وأضاف صويلو: “تركيا استفادت منهم كثيراً من الجانب الاقتصادي”.
وقبل الانتخابات البلدية المعادة في إسطنبول، حضر السوريون كمادة للتجذاب بين الأطراف المتصارعة، فأكد مرشح حزي العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، أنه في حال فوزه سيقوم بترحيل السوريين المخالفين فقط (لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة أو إقامة تشرعن وجودهم)، مؤكداً أن أعدادهم قليلة.
وأكد يلدريم على ما ساقه الرئيس التركي اليوم، من أن نحو نصف مليون سوري عادوا إلى بلادهم من تركيا عقب عمليتي “درع الفرات وغصن الزيتون”، مضيفاً أن آخرين سيعودون في حال إنشاء “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا.
يذكر أن شائعات كثيرة سرت بين السوريين في إسطنبول عقب فوز مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، برئاسة البلدية، إلا أن قانونيين قللوا من تلك المخاوف، إذ إن وجود السوريين شأن سياسي وقانوني فوق سلطات البلديات، ولم يستطع رؤساء بلديات معارضون في ولايات أخرى ترحيل السوريين، لكن يمكن أن يعرضوهم لمضايقات تتعلق بقوننة أعمالهم، وقطع بعض المعونات عمن يتلقاها.
وبلغ عدد السوريين الموجودين في تركيا، نحو 3.6 مليون شخص، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نحو 559 ألف شخص منهم يعيش في إسطنبول وفق الإحصاءات الرسمية، فيما تفيد مصادر غير رسمية بوجود نحو 700 ألف سوري في إسطنبول.
Sorry Comments are closed