ياسر محمد – حرية برس:
بعد فشلها في تحقيق مكاسب عسكرية بمنطقة “خفض التصعيد” في إدلب وجوارها، تسعى موسكو إلى تجريب خطة جديدة تقوم على الإيقاع بين فصائل المعارضة التي صمدت وكبدت النظام وحلفاءه خسائر موجعة، وبين الحليف التركي الذي يعدُّ الضامن لهذه الفصائل والحامي لها.
وفي التفاصيل، خرقت روسيا “هدنة” مزعومة كانت قد أعلنت عنها منتصف ليل الأربعاء/ الخميس، لتشن طائراتها الحربية صباح اليوم أربع غارات جوية على مناطق متفرقة بأرياف إدلب وحماة، بعد قصف مدفعي على نقطة المراقبة التركية العاشرة في “شير مغار”، التي اتهمت به أنقرة قوات الأسد، وأدى إلى جرح ثلاثة جنود أتراك، لتزعم روسيا أن تركيا هي من طلب منها قصف نقاط تابعة لـ”إرهابيين” بإدلب!.
وقال الجيش الروسي اليوم الخميس إن مقاتلي المعارضة السورية هاجموا نقطة مراقبة تركية في محافظة إدلب وذلك في رواية مغايرة لما ساقته وزارة الدفاع التركية.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق اليوم أن قوات الأسد نفذت هجوماً متعمداً أطلقت خلاله 35 قذيفة مورتر على أحد مواقع المراقبة التركية (شير مغار) مما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أتراك وألحق أضراراً بالعتاد والمنشآت.
لكن وزارة الدفاع الروسية في بيان لها ألقت باللوم في الهجوم على “إرهابيين” يتمركزون في إدلب، وقالت إن الجيش التركي طلب من موسكو ضمان سلامة أفراده وقصف مواقع المسلحين!
وزعمت الوزارة أنه نتيجة لذلك شنت طائرات حربية روسية أربع ضربات جوية على أهداف وفقاً لإحداثيات مقدمة من الجيش التركي!.
وقالت إن الضربات أسفرت عن القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير الكثير من قطع المدفعية.
أما عن مكان وحقيقة تلك الضربات، فقالت وسائل إعلام محلية وسكان، إن طائرات حربية روسية شنت صباح اليوم الخميس، غارات جوية عدة استهدفت مدينة كفرزيتا وقرية تل ملح شمالي حماة، تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام على قرية (الصياد) بالريف ذاته، ومحطة كهرباء (زيزون) بالريف الغربي.
جاء ذلك بعد توسع الهوة بين ضامني “أستانا” (تركيا وروسيا)، وسقوط الاتفاق الذي أبرمه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 17 أيلول 2018، وذلك بعد شهرين من تعديات روسيا وقوات الأسد على المنطقة، ما أدى إلى نزوح نحو 400 ألف مدني وسقوط مئات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
إلا أن عجز قوات النظام وروسيا عن التقدم في المنطقة رغم إحراقها بالطيران، جعل روسيا تفكر في بدائل منها إشراك قوات مرتزقة خاصة من روسيا وإيران في العمليات العسكرية، إلا أن ذلك أيضاً لم يجدِ نفعاً، وحافظت فصائل المعارضة على أماكنها ومكاسبها في ريف اللاذقية (كبينة) وأرياف حماة وإدلب.
الهوة زادت اتساعاً أمس، بعد زعم وزارة الدفاع الروسية أنها توصلت بالاتفاق مع تركيا إلى “هدنة” لمدة 72 ساعة على جبهات إدلب وحماة واللاذقية كافة، وأعلن “المركز الروسي للمصالحة في سوريا” (حميميم) أمس، التوصل برعاية تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بالوقف التام لإطلاق النار في إدلب، ليعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنه “ليس ممكناً القول إنه تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب”، ليكذب بذلك التصريحات الروسية.
وقال أوغلو في مؤتمر صحافي اليوم الخميس: “نسعى جاهدين مع روسيا لوقف الهجمات، لكن ليس ممكناً القول إنه تم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار”.
عذراً التعليقات مغلقة