يوم ولد الساروت في الثاني من كانون الثاني سنة 1992 كان عمري 22 عاماً و33 يوماً، حيث كنتُ طالباً في السنة الرابعة في جامعة دمشق.
صار عمري 40 عاماً وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوماً يوم بدأت الثورة السورية حيث شارك الساروت فيها وهو ابن 19 عاماً وشهرين وستة عشر يوماً.
ويوم استشهد الساروت في حماة عام 2019 حيث كان ابن سبعة وعشرين عاماً وخمسة أشهر وخمسة أيام كان عمري 49 عاماً وستة أشهر وخمسة أيام.
في ذلك الزمن، يا بني، كان هذا الشاب يفدي حريتنا بدمه، يبحث عن سوريتنا، وكنا نحاول أن نجد أفقاً ما لسورية مع آخرين، كان أوضح منا، وأصدق، وأكثر انسجاماً مع نفسه،و أشجع.
انشغلنا بحجج الأمان لأطفالنا، والخوف من البطش، فيما اختار طريقاً أوضح.
استشهد فحقق أمنيته، فيما كنا نحن نتحاور مع طواحين الهواء ونرجع خائبي الأمنيات من شركاء الوطن،
هذا الشقيُّ السوري، مرآة كاشفة، جعل خجلنا من أنفسنا يلفّ ما تبقى من عمرنا.
خلجاتُ صوت أمه، أمنا وهي تودعه، تجعل شهيقنا يصل إلى السموات السبع، حيث ضيّعنا أجمل الثورات، ولم نستفد من درس أبي عبدالله الصغير!
عذراً التعليقات مغلقة