أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إحراق آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية في محافظتي إدلب وحماة السوريتين.
جاء ذلك على لسان متحدث برنامج الغذاء العالمي “هيرفيه فيرهوسيل”، في مؤتمر صحفي عقده في مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
وأشار “فيرهوسيل” إلى مقتل عشرات المدنيين في الهجمات التي استهدفت مناطق خفض التوتر في إدلب وحماة، لافتاً إلى نزوح 300 ألف شخص جراء هذه الهجمات، في تأكيد صريح على إضرام النار في آلاف الدونمات المزروعة بالقمح ذات الأهمية الحيوية بالنسبة للمدنيين.
وأضاف “فيرهوسيل” قائلاً: “دُمّرت محاصيل مثل الشعير والقمح والخضروات، ومن غير المقبول تدمير الأراضي الزراعية والقطاع الزراعي”، مبيناً أنهم تأكدوا من إحراق المحاصيل الزراعية عبر صور التقطتها الأقمار الصناعية.
ولم يعلن المتحدث الأممي الجهة التي أقدمت على حرق المحاصيل، لكنه أشار إلى تبادل نظام الأسد والمعارضة الاتهامات في هذا الشأن، ولفت إلى أن المزارعين لا يستطيعون الاهتمام بأراضيهم ومحاصيلهم طوال موسم الحصاد، معرباً عن رفضه اتخاذ المدنيين كرهائن، واستخدام حاجة السكان للغذاء كسلاح حرب.
تجدر الإشارة إلى قوات الأسد وحلفاؤه الروس والميليشيات التابعة لإيران يشنون غارات عنيفة على منطقة خفض التصعيد التي أعلنت بموجب مباحثات أستانة في أيار/مايو 2017، بيد أن هذه الحملة العسكرية لم تحقق سوى تقدم محدود، ما زاد من وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.
ودفعت انتهاكات النظام لاتفاق “آستانا”، تركيا وروسيا إلى توقيع اتفاقية “سوتشي” في 17 سبتمبر/أيلول 2018، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبها المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق 10 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
إلا أن الاتفاقية تواجه خطراً كبيراً نتيجة مواصلة قوات النظام استهداف المحافظة التي يقطن فيها نحو 4 ملايين مدني، نزح منهم مئات آلاف خلال الأسابيع الماضية.
Sorry Comments are closed