حرية برس:
قتل أكثر من 30 شخصاً وجرح آخرون، اليوم الإثنين، في إطلاق الجيش السوداني الرصاص على المعتصمين في العاصمة الخرطوم.
وقالت لجنة الأطباء المركزية إن “عدد شهداء مجزرة القيادة العامة التي ارتكبها المجلس العسكري اليوم ارتفع إلى أكثر من 30 شهيداً مع صعوبة إحصاء العدد الفعلي للشهداء؛ حيث تحيط قوات الدعم السريع والشرطة بالمستشفيات والتعرض للأطباء بالضرب والاعتقال”.
وأكدت اللجنة في بيان لها أن هناك “عدداً كبيراً من الشهداء في ميدان الاعتصام، ولصعوبة إخلائهم ألقتهم قوات الدعم السريع في النيل”، بحسب شهادات الأطباء والمصابين.
وأشارت إلى “سقوط مئات الجرحى ووقوع إصابات حرجة مازال أصحابها في داخل غرف العمليات الجراحية أو غرف العناية المكثفة”.
وذكرت اللجنة في وقت سابق من اليوم أن قوات المجلس العسكري الانتقالي أطلقت ذخيرة حية في مستشفى شرق النيل وطاردت المتظاهرين السلمية داخل حرم المستشفى.
وعلى خلفية ذلك، دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى عصيان مدني شامل وإضراب سياسي، مشيراً إلى أن ذلك هو الطريق لإسقاط المجلس العسكري “الانقلابي المجرم” وأجهزته الأمنية، واستكمال الثورة.
وقال في بيان: “ندعو المواطنين في كل الأحياء والبلدات ومدن وقرى السودان إلى مواصلة التواجد في الشوارع بكثافة ومواصلة التظاهر الليلي السلمي وإغلاق الطرق الرئيسة والكباري والمنافذ بالمتاريس، والعمل الجاد على شل الحياة العامة تماماً”، بالإضافة إلى “تكوين فرق لحماية الأحياء وتقديم الخدمات للمحتاجين من الأهالي”.
من جهتها، دعت قوى “إعلان الحرية والتغيير” إلى العمل على إسقاط المجلس العسكري، وقالت في بيان لها: “انتظر المجلس العسكري الانقلابي كثيراً على وعوده الكاذبة، ليكشف عن وجهه الحقيقي وهو يغدر فجر اليوم بآلاف المعتصمات والمعتصمين من أبناء وبنات شعبنا الثوار في محيط القيادة العامة للجيش”.
تنديد دولي ضد المجلس العسكري
في سياق آخر، نددت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا استخدام المجلس االعسكري القوة ضد المتظاهرين السلميين وقتلهم.
وأعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، “ميشيل باشليت”، عن أسفها لاستخدام المجلس القوة ضد المعتصمين، التي أسفرت عن مقتل وإصابة عديد منهم.
وقالت: “لقد كان المتظاهرون في السودان خلال الأشهر القليلة الماضية مصدر إلهام وتظاهروا بسلام وعملوا على التواصل مع المجلس العسكري الانتقالي”.
وأضافت أن “التقارير التي تفيد أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية بجوار وداخل المنشآت الطبية مثيرة للقلق الشديد”، مطالبةً “قوات الأمن بالوقف الفوري لهذه الهجمات، وضمان وصول آمن ومن دون عوائق إلى الرعاية الطبية”.
بدوره دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى فكي” إلى “إجراء تحقيق فوري وشفاف من أجل محاسبة جميع المسؤولين” عن سقوط قتلى وجرحى.
من جهته، أدان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أفريقيا، “تيبور نيغي”، الهجوم على المتظاهرين السلميين في الخرطوم، وذلك في تغريدة له على تويتر، وقال إن السودانيين يطالبون “بقادة جدد لايعرضونهم لهذا النوع من العنف المنسق وغير القانوني”.
وتابع “كان هذا هجوماً وحشياً ومنسقاً، بقيادة ملييشيا قوات الدعم السريع، ويعكس بعضاً من أسوأ الجرائم التي ارتكبها نظام البشير”، داعياً “السلطات العسكرية السودانية إلى كبح جماع هذه القوات المسيئة وحماية الشعب”.
ورأى “نيغي” أن هذه الإجراءات تتعارض “مع ادعاءات المجلس العسكري أنه مهتم بالتفاوض على الانتقال إلى الحكم المدني ويؤكد على الحاجة إلى اتفاق فوري” مع قوى الحرية والتغيير لتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية.
وشدد على أن الطريق إلى الاستقرار والشراكة مع الولايات المتحدة يأتي “عبر حكومة بقيادة مدنية”، مؤكداً على وقوف بلاده مع المتظاهرين السلميين”، ومشيراً إلى أن “شعب السودان يستحق حكومة بقيادة مدنية تعمل لمصلحة الشعب، لا مجلساً عسكرياً استبدادياً يعمل ضدهم”.
كما أدان وزير الخارجية البريطانية، “جيرمي هانت” في تغريدة له على تويتر، “الهجوم على المتظاهرين من جانب قوات الأمن السودانية”، واصفاً ذلك بـ”الخطوة الشنيعة” التي ستؤدي إلى مزيد من “الانقسام والعنف”، ومحملاً المجلس العسكري “المسؤولية الكاملة عن هذا العمل”، ومؤكداً أن المجتمع الدولي سيحاسبه”.
Sorry Comments are closed