إدلب تواجه “حرباً عالمية”.. وتركيا تتحدث عن “وقف نار”

فريق التحرير29 مايو 2019آخر تحديث :
متطوع في الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء يعمل على إزالة الأنقاض والبحث عن ناجين في قرية إحسم بمحافظة إدلب بعد قصف طائرات الأسد للبلدة حيث استشهد ثلاثة مدنيين وأصيب عدة آخرون الثلاثاء 28 مايو 2019 – تصوير: حنين السيد – حرية برس©

ياسر محمد- حرية برس:

وصف ناشطون وسياسيون وسكان محليون ما تتعرض له محافظة إدلب وجوارها بـ”حرب عالمية”، إذ صعدت روسيا وقوات الأسد القصف الجوي والأرضي ووسعت خارطة المناطق المستهدفة، مرتكبة مجازر وحشية جديدة، فيما تداعى نازحون لكسر إغلاق الحدود التركية، في الوقت الذي تحدث فيه وزير الدفاع التركي عن التوصل لاتفاق مع روسيا على “وقف إطلاق نار” بإدلب، من دون توضيح متى وكيف!.

ويوم أمس، وبعد عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار يوقف تدمير إدلب وذبح سكانها، دعا عدد من الكتاب والسياسيين السوريين، المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب ملايين السوريين في محافظة إدلب وريفي حماة وحلب، إزاء ما يتعرضون له من قصف يومي وهجمات وحشية.

وجاء في البيان الذي أشرف عليه المعارض ابن إدلب، رياض نعسان آغا، وحمل عنوان “بيان من أبناء إدلب ورسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة وقادة العالم”: “نحن أبناء إدلب المدنيين، نعلن أننا ضحايا الإرهاب بكل أشكاله، ولا صلة لنا بالتنظيمات المتطرفة، التي تتلقى دعماً دولياً لأن السماء لا تمطر أسلحة ولا ذخائر ولا أموالاً، نطالب بحماية أهلنا، سكان محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه والوافدين إليها من أهلنا السوريين الذين هجروا قسرياً إليها مع أسرهم باحثين عن الأمان”.

وشبّه مسؤولون وسياسيون النهج الروسي في إدلب بـ”الحرب العالمية الثانية”، خاصة فيما يتعلق بالتدمير الممنهج للمنشآت الطبية، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 29 حادثة اعتداء وقعت على منشآت طبية، ومقتل ما لا يقل عن أربعة من الكوادر الطبية منذ التصعيد العسكري للنظام وروسيا على المنطقة في 26 من نيسان الماضي، وقالت الشبكة في بيان اليوم الأربعاء، إن نظام الأسد كان مسؤولًا عن 15 حادثة منها، في حين نفذت القوات الروسية 14 حادثة.

ميدانياً، وسّعت قوات النظام، بدعم من الطيران الروسي، دائرة قصفها لتشمل ريف حلب قرب حدود تركيا، بالتزامن مع استمرار القصف على ريف إدلب، ما أدى إلى استشهاد مدنيين بينهم أطفال..

وقالت مصادر محلية أمس إن 21 مدنياً على الأقل استشهدوا، بينهم أربعة أطفال، في غارات جوية نفذتها قوات النظام استهدفت محافظة إدلب، وأحصت المصادر شن 745 غارة وبرميلاً متفجراً في اليوم التاسع والعشرين من التصعيد الأعنف.

وأفاد مراسل “حرية برس” أن عمليات القصف اتسعت لتشمل غربي محافظة حلب، حيث ارتكبت طائرات حربية تتبع لنظام الأسد مجزرة راح ضحيتها 10 شهداء في بلدة كفرحلب، كما تعرضت بلدات أخرى لقصف من الطائرات الحربية والمروحية.

وعلى وقع القصف والمجازر المستمرة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، أنها تتواصل مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في إدلب، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.

وقال وزير الدفاع، خلوصي آكار، اليوم الأربعاء، “نواصل اتصالاتنا مع روسيا من أجل تحقيق الاستقرار، ووقف إطلاق النار بإدلب في أقرب وقت”.

وأضاف آكار أن نظام الأسد يستمر في مهاجمة المنطقة براً وجواً، ما دفع الآلاف من النساء والأطفال والمسنين إلى مغادرة منازلهم، واصفاً ذلك بـ “المأساة”.

من جهته، دعا رئيس الهلال الأحمر التركي، كرم قنق، المجتمع الدولي لحماية المدنيين شمال غربي سوريا، مؤكّداً أنه لم يعد هناك مناطق يمكن للمدنيين السوريين الهرب إليها جراء الهجمات التي تشنها قوات النظام في إدلب.

وقال “قنق” في تصريح نقلته الأناضول إن المناطق السكنية في إدلب تتعرض للقصف، وهناك مجازر جراء ذلك، حيث يجري قصف المناطق المدنية بشكل مقصود، والذين يُقتلون هم أطفال ونساء ونازحون أبرياء لا يحملون سلاحاً.

وقدر “منسقو الاستجابة في الشمال” أعداد النازحين من جراء الهجوم الأخير بنحو 400 ألف مدني، يتجه معظمهم صوب الحدود التركية، ومع استمرار إغلاق تلك الحدود وتواصل القصف وانعدام البدائل، تداعى النازحون إلى التظاهر لمطالبة تركيا بفتح حدودها أمام الفارين من جحيم الأسد وروسيا، والذين تقطعت بهم السبل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل