صرح مصدران أمنيان عراقيان أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” المفاجئة إلى بغداد هذا الشهر جاءت بعد أن أظهرت معلومات استخباراتية أمريكية أن جماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران تنشر صواريخ قرب قواعد للقوات الأمريكية.
وأضاف المصدران أن “بومبيو” طلب من كبار القادة العسكريين العراقيين أن يحكموا سيطرتهم على هذه الجماعات، التي توسع نفوذها في العراق بعد أن أصبحت الآن تشكل جزءاً من جهازه الأمني، مهدداً برد أميركي قوي في حال الرفض.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عسكري عراقي بارز على علم بتفاصيل زيارة “بومبيو” قوله: إن ”الرسالة الأمريكية كانت واضحة، لقد طالبوا بضمانات أن العراق سيكون قادراً على منع هذه الجماعات من تهديد المصالح الأمريكية“، مضيفاً أنهم ألمحوا إلى أن الرد الأميركي في حال التضرر سيكون من دون الرجوع إلى بغداد.
وقد رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على تفاصيل مباحثات “بومبيو”، لكن مصادر عراقية ألمحت إلى أن اتصالات اعترضها الأمريكيون أظهرت أن بعض الجماعات المسلحة أعادت نشر مقاتليها ليتخذوا مواقع مثيرة للريبة وهو ما اعتبره الأمريكيون استفزازاً.
وقال “ليث العذاري” المتحدث باسم جماعة “عصائب أهل الحق” المدعومة من إيران: إن ”المزاعم الامريكية ليس لها أساس من الصحة، إنها تذكرنا بالكذبة الكبيرة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق“، في تلميحٍ إلى الذريعة التي سيقت لتبرير الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.
من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي يوم أمس الثلاثاء للصحفيين: إن “الجانب العراقي لم يرصد تحركات تشكل تهديداً لأي طرف، لقد أوضحنا ذلك للجانب الأمريكي، مشيراً إلى أن الحكومة تقوم بواجبها في حماية جميع الأطراف.
ويرى محللون أن العراق قد يواجه صعوبات في تحجيم الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران،كونها أصبحت جزءاً رسمياً من قوات الأمن العراقية، لكنها تعمل بشكل شبه مستقل مدعومة من ساسة متحالفين مع إيران، كما توسع نفوذها الاقتصادي، فيما يعتقد آخرون أن نشر الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران للصواريخ يهدف على الأرجح لتشكيل تهديد رمزي للولايات المتحدة ولا توجد خطة حقيقية لاستخدامها.
وقد أعلنت واشنطن مؤخراً إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، في وقت يتواجد حوالى 5200 جندي أمريكي في العراق بعد أن كان عددهم قد بلغ ذروته عند 170 ألفاً في السنوات التي أعقبت الغزو، بينما يبلغ قوام قوات الحشد الشعبي، المظلة التي تضم جماعات مسلحة أغلبها شيعية، نحو 150 ألف رجل،
يشار إلى أن التوترات بين واشنطن وطهران قد تصاعدت في وقت سابق هذا الشهر بعد أن كثفت إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ضغوط العقوبات بإلغاء إعفاءات كانت تسمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني- في إطار جهود لتقليص نفوذ طهران المتنامي في المنطقة.
Sorry Comments are closed